هذيان وجنون أيلول
أه يا وطني وما أدراك ما أيلول
أوراق متساقطة من كل حدب وصوب
تخفي خلف ظلالها عيون باكية
وقلب مزقه الحزن والنحيب ..
آه يا أيلول الحزين
أصبحت بلادي كدكان مشمع بالأحمر
تخشى بر تقالاتها وازاهيرها
من البوح ونثر عطرها
فتؤثر الصمت والسكوت
على الكلام و البوح الصريح
فلا نسمع مع الغروب سوى صفير الرياح
لتلعن كل الشعراء وقصائدهم
المتخاذلة المتوشحة بالسواد
حين عميت بصائرهم وبصيرتهم
وهربت حروفهم لتلحق بحفنة ضوء
أطلت بنورها من نفق
لا يتسع لضوء شمعة
ممزقة وحارقة في طريقها
جل الأحلام والأمنيات
فالحروف ضلت طريقها
كما الاقلام المتخاذلة
لم تقدر على رسم شمس الحرية
على ورقة بيضاء
أو رسم شجيرات على أغصانها
تقف عصافير الحب بحرية
فالعصافير باتت يتيمة
كما الكثير من أطفال وطني
آه ليتنا نملك عصا سحرية
تقلب لنا الموازين وتعيدها الى حقيقتها
فنقلم أظافر الوقت ونزرع أشجار الفرح
في كل الدروب
تعال يا أيلول بشحوبك
نطوف كل المدن والقرى
بحثا عن تراكمات وبقايا الأوجاع
والأحزان ونقتلعها من الصدور
ونقصقصها عن وتين الاشعار
وتلك القصيدة الحرة
علنا نغرس في بلكونات الخيال
وسهول العشق سنابل الأمنيات والأمل
عل جميع القلوب تعيش بحب وحرية
و يكون أيلول بداية لأخضرار
لجميع الفصول من جديد
كقلوب العذارى العاشقات
حين تلمح عينها عين الحبيب من بعيد .
الشاعرة والفنانة التشكيلية
د.يسرى محمد الرفاعي
سوسنة بنت اامهجر