يا نصير الحقّ / الشاعر عبد القادر مراعبة
الرمل
يــا نصـيرَ الحَـقِّ بِـــتَّ المُتّـهَمْ
في زمــانٍ هَـزّهُ خُـبثُ القِـــيَمْ
كنتَ نَوراً في فَضـــاءاتِ العُلا
صِرتَ جَمراً في دياجيرِ الحِمَمْ
بـاتَ قـولُ الحــقِّ زوراً عندَهُمْ
والخَــنا يعـلو ويزهـــو كالعَــلمْ
قَوّضُوا عَرشَ التَّصافي والتُّقى
أزهـقوا روحَ التّفـاني والشِّــيَمْ
نَكّلــوا بالصّـدقِ حتــى أثمَــلوا
فـاهَ مـَنْ يروي حـديثاً بالنِّــقَمْ
أسـْرفوا فـي مـوبقاتٍ حَــدُّهـا
لجــمُ أفـواهٍ تُعـادي مَـنْ ظَــلَمْ
كمْ نَرى مَسخاً وضيعاً شـامخاً
فـوقَ أقطـابِ المَعـالي والقِـمَمْ
بينَـما أهـلُ المعـالي فـي الفَــنا
تحتَ أنقاضِ الخوافي والعَدَمْ
نَحـنُ فـي عصـرِ انقـلابٍ حـالُهُ
جَـذوةُ الأشـرارِ تســمو كَالهَـرمْ
لَنْ يطـولَ الظّـلمُ في أصْـقاعِـنا
فالسّـنا يُفـني مسـاحاتِ الظُّـلَمْ
واللّظــى مهـــما تعــالى ذيـلُـــهُ
ينتهي حَــتماً رمـاداً لــمْ يَــدُمْ