من وحي الحالة المزرية / د. حسن بن عزيز بوشو
التي آل إليها ضريح "أبي صلحاء فاس"مولاي عمرو الشريف
(و هو أثر "لامادي" عتيق قائم منذ 822 هجرية
و صاحب الضريح جد الآلاف المؤلفة من الأدارسة
في المغرب و خارجه)
سل عن أبي صلحاء فاس لِمَ انزوى
بعد النضارة روضُه مهجورا !؟
و هو الذي ظل القرون معطرا
بالذكر في جنباته معمورا !
أوَ يغتدي - يا ويح أجلاف غووا
عن نهج ربي- للنعاج حظيرا؟
و يعود "روض ولي ربي" ملجأ
" للفاسدين" و للزنا ماخورا ؟...
أين الرعاة "حمى القبورِ " و أهلِها؟
و مَن الذي يحمي بها المقبورا ؟
ألأولياءُ الصالحون شكاتُهُمْ
في فاسَ بات به الثرى مجؤورا !
و مشاعر القوم الجفاةِ تحولتْ
من فرط أطماع القلوب صخورا !
ليست تحس بهول طعنة غدرهم
في القبر "عبدا صالحا " مغدورا!
إني لآملُ أن "يوفق" مصلح
كيما يرد عن المقابر جورا
و يحد ما يجري بها من منكر
فوق اللحود و يمنع المحظورا
"عمرو الشريف" مخرب بنيانُه
و هو الذي عمر القلوب دهورا
و بنوه في الآفاق تنظر حاله
و يبيت يدمَى صدرها مقهورا
فتهز أيديَها لربي بالدعا
" يا رب فاجبر قلبنا المكسورا.
إنا برمنا من إهانة أصلنا
برما به ارتد الضيا ديجورا !
و تحولت ايامنا من بؤسها
غما مقيما دائما مسعورا !
يا رب و ارفع عن وليك ما عرا
مثواه، و ارفع ذكره المأثورا
و احكم على من حاربوه بما ترى
فلأنت وحدك تعلم المستورا
و لأنت تعرف ما نووا في سرهم
او دبروا في جهرهم تدبيرا !
___
و ملاذُنا "توفيقُ ربي"..إنه
نعم الميسر ما نراه عسيرا
يا رب فاجعله حليفا منصفا
و أدمه للحق المبين نصيرا :
عمرو الشريف رفاتُه في قبره
بضريحه رقد القرون قريرا !
و من اعتدَى ظلما عليه فإنه
يبقى سفيها سافلا محقورا"
هذا هو الحق المشع بنوره
ليراه من رُزقَ الرشادََ بصيرا
أما الذين عمُوا فليس يزيدهم
لومي لهم إلا عمى و غرورا