جئت من قرية جميلة / الشاعر عبد الواحد خمخم
جئت من قرية جميلة
أُناسها لا يعترفون بالعجاف
ويعتنقون اﻹباءة حدّ التحدي
ينسون نقمة العيش ويخذلونها
لا يبالون بالفقد والنوادر درر وجواهر
العيش القاتم إسم يستخدمه الغجر
غمامة السماء لن تأتي بالمألوف
ومع ذلك لا أحد قد أثار اﻹنتباه
من قديم وأطفالنا تتحرر من الندم
الكل يعلم ما عليه والرعب لا يخيف
شمس العشي تأتي بنسيم الغروب
ويرتاح الروح ويزيد ينتعش والويل كلام
حينما يبتعد الفرح نستعد للبهجة والسرور
الفصول تذهب جفاء ولا بلاء
الفضيلة أصل لا يسمح لﻹبادة والقرار عتيد
الشموخ لن يشتكي من العدوان بعد
شرف النبلاء أكبر من الغفلة الضائعة
رفاة اﻷموات تسكن كل مقابر الدنيا
لا أحد يسمع صوت الغراب
والعنقاء غابت عن عرين اﻷسد والجبل الشامخ
وردة العشاق سقتها الدموع لئلا تذبل
زغاريد العازبات استقر صداها في قلوب الناسكين
لا شيئ يهُمّ والحياة زادت جمالا رغم التنكيل
مكائد العابرين نرتشفها وهي عذبة كماء البحر المليح
شئنا العز وعشناه في أبهى حلله الذهبية
لم نسأل يوما عمن باع الضمير
واشترى صوت الحمير
نحن هنا خالدين
لا مبدلين ولا مغيرين
نعانق زينة النجوم ونسمو
ونذهب بعيدا نقتطف الزهور ونغدو
جبالنا من حجر أصم لا يشقق ليكون فتاتا
بسالة رجالنا تقاوم جفاف السنين وتعكف ولا بأس
تاريخ الوجود أضاء ما حولنا لنبقى على عهد مرصوص
لا ننتظر جزاء الغرباء ونحن اﻷمجاد
الصمود لن يأتي على طبق من ذهب يوما ما لكي نمل
أبدا لن نشكوا ونحن اﻷسياد اﻷكرمين
ذات يوم جُدْنا على آل الدنيا بنزاهة لا زلنا نملك شريانها
قوافل العز سلسلة تنموا وتترعرع وتزيد ولا شقاء
حرائر الحلي جمالا يرافق المجد وحداثة العصر ونحن المنى
سباتنا حيلة تقتل الغفلة القديمة الموروثة عند العملاء
وحلمنا حقيق ونحن العباد ونحن البلاد والوطن أصل والله الكفيل
شئنا بغاز البحرين لننعم باللؤلئ والمرجان في هنا
لابد أن ينجلي الصباح وتشرق الشمس من جديد لنضحى
نحن نعلم ما علينا والتاريخ شهيد يسجل النبل وإلى المزبلة القبح .