في أمسية أدبية فنية رائعة وبمناسبة عيد الأم .. ومشاركة باقة من شعراء حماة وفنانيها وعلى ضفاف عاصيها الخالد كان لي شرف إلقاء قصيدتي التالية :
إلى التي يكرمنا الله لأجلها ..
إلى التي جعلت الجنة تحت أقدامها ..
نوارة الكون وأيقونة الحياة .. و
. . . (( ريحـانة العمـر))
قـدِّيسـةٌ مالهـا في الخَلْـق أشْبـاهُ
فـي سُلَّـمِ القَـدرِ تَلْقَــاهـا بـأَعـلاه
قد أعجزتْ معجمَ الأوصافِ آيتُها
وهـل يُطَــال مقــامٌ ... بــزَّه اللــهُ
فجنَّـة الخلْـد مـن تعظيـم رتبتهــا
قـد أُزْلِفَتْ تحتَها كي يُكْرمَ الجَـاهُ
فالأمُّ معجـزةٌٌ .. تَجْلــو لنـاظـرهــا
سـرَّ الـوجـودِ .. وتبدو ركْـن مَبْنَـاه
فالحبُّ يُقْطَف من أحضانهـا ثمـراً
بالعطف والَّلهـف والتَّحنـان ترعـاه
ثوب الطَّهـارة مغـزولٌ .. لقـامتهـا
أكـرمْ بثـوبٍ نسيج الحـبِّ وشَّــاه
نهـر الهـدايـة .. رقـراقٌ بـدوحتهـا
ينساب شهـداً بمرج الرُّوح مَجراه
أما النَّقـاء .. فحدِّثْ فيـه لا حـرجٌ
فيضُ الحنان بدفْء الحضن تلقاه
حمَّالةالهمِّ في صمتٍ وفي غصصٍ
والحـزن تكبتُـه في الحسِّ مـأواه
كالشَّمع تـذوي عطـاءً كي تنير لنـا
درب المسير وعمـراً نحن نخشـاه
من روحها عَصَرتْ ماءَ البقاءِ لنـا
بـاب الكـرامـة منهــا قـد دخلنــاه
أكْبـر بهـا مـوطنـاً للـرُّوح مُنْتَجـعٌ
للــرَّأي بُـوصلــةٌ ... للهـمِّ مَشْفــاه
حـوريـةٌ لبستْ درَّ الهـدى .. حللاً
كـم شـعَّ مـن نـورهـا فكـرٌ قرأنـاه
نبـع الأمـومـة فضـلٌ جـلَّ بـارئــه
يهمي عطـاءً .. بنسْغ العمر مسراه
إن الأمـومــة لـو تُتلـى منــاقبهــا
قديخفق الشعرُوالقرطاس والفاه
أمَّـاه يخـذلني التعبيـر .. أعلنهــا
بـأنَّـكِ الخيـر لا تحصـى سجايـاه
أنـت السَّفينــة بالأجيـال مبحـرةٌ
نحـو الضِّيـاء بعـزمٍ فـاق مغــزاه
على جناحك نسعى صوب مأربنا
لـولاك .. يفتقـد الإنسان .. معنـاه
الطِّيبُ طبعُـكِ .. والإيثار يَرفُـدُهُ
والجهد مرتخصٌ والصِّدق فحواه
فـإن بَعُدتِ يغيبُ النُّـور عن مُقَلي
فـأنت للعمـر . عنـد الجـدِّ . عينـاه
هـذي الحيـاة بفقـدِ الأمِّ موحشـةٌ
فالعيش في ظلِّهـا سعـدٌ عشقنـاه
إنِّي نَـذرت لهـا .. حبِّي وعاطفتي
فطَيْفهـا في حنايا الـرُّوح سكنـاه
وكيف أنسى حنـانـاً كنـت أدمنـهُ
هل يهتدي مركبٌ قد ضاعَ مَرفاه
يـاربُّ نرجـو جِنـان الخلْد خاتمـةً
في ظـلِّ عـرشك بالفردوس ربَّـاه
تحيتي وتقديري /غياث عياش