الدكتور لطفي الياسيني
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
الدكتور لطفي الياسيني

منتدى سياسي ثقافي اجتماعي رياضي / للدكتور لطفي الياسيني
 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 رجل صنع التاريخ للكاتبة د: ولاء أيمن

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Admin
Admin
Admin


المساهمات : 7573
تاريخ التسجيل : 01/06/2016
العمر : 118

رجل صنع التاريخ للكاتبة د: ولاء أيمن Empty
مُساهمةموضوع: رجل صنع التاريخ للكاتبة د: ولاء أيمن   رجل صنع التاريخ للكاتبة د: ولاء أيمن Emptyالثلاثاء نوفمبر 12, 2019 1:54 pm

رجل صنع التاريخ
للكاتبة د: ولاء أيمن
كان الفاروق رجلا لن ولم يقارن يوما مع أحد كلما قرأت عنه لسان حالي يردد كم أنك تستحق ذاك اللقب فمن مثلك أعشق حقا القوة التي تفرق بهابين الحق والباطل ومن كثرة ما قرأت لك من مواقف أردت حقا أن يكون لي شرف معاصرة
موافقك كم انت عظيم يا قائد الحق لقبتك به سابقا كلما سمعت عنك ابتسم من تلقاء نفسي
هيا بنا نبحر في جمال عدل الفاروق
سيدنا عمر بن الخطاب
المعروف بشدته وقوة بأسه كان يعد موائد الطعام للناس فى المدينة ذات يوم ،فرأى رجلاً يأكل بشماله ، فجاءه من خلفه ، وقال :
يا عبدالله: كل بيمينك .
فأجابه الرجل : يا عبد الله إنها مشغولة .
فكرر عمر القول مرتين فأجابه الرجل بنفس الإجابة .
فقال له عمر : وما شغلها ؟
فأجابه الرجل : أصيبت يوم مؤتة فعجزت عن الحركة .
فجلس إليه عمر وبكى وهو يسأله : من يوضئك ؟
ومن يغسل لك ثيابك ؟
ومن يغسل لك رأسك ؟
ومن .. , ومن .. , ومن .. ؟
ومع كل سؤال ينهمر دمعه .. ثم أمر له بخادم وراحلة وطعام وهو يرجوه العفو عنه لأنه آلمه بملاحظته على أمر لم يكن يعرف أنه لا حيلة له فيها .
هكذا تصنع القوانين ...

كان يخرج ليلاً في شوارع المدينة وأزقة الحواري لا ليتلصص على رعيته ولكن ليتفقد حالها .. ذات مساء إذ بأعرابية تناجي زوجها الغائب وتنشد في ذكراه شعراً :
لقد طال هذا الليل واسود جانبه
وأرقني إذ لا حبيب ألاعبه
فلولا الذي فوق السماوات عرشه
لزعزع من هذا السرير جوانبه
فيقترب أمير المؤمنين ويسترق السمع ثم يسألها من خلف الدار : ما بك يا أختاه ؟
فترد الإعرابية :
لقد ذهب زوجي إلى ساحات القتال منذ أشهر وإني أشتاق إليه .
فيرجع أمير المؤمنين الى دار ابنته حفصة رضي الله عنها ويسألها :
كم تشتاق المرأة الى زوجها ؟
وتستحيي الابنة وتخفض رأسها فيخاطبها متوسلاً :
إن الله لا يستحي من الحق ولولا أنه شئ أريد أن أنظر به في أمر الرعية لما سألتك .
فتجيب الابنة :
أربعة أشهر أو خمسة أو ستة .
ويعود الفاروق إلى داره ويكتب لأمراء الأجناد ( لاتحبسوا الجيوش فوق أربعة أشهر )
ويصبح الأمر قانوناً يحفظ للمرأة أهم حقوقها .
تابع مسار القانون لم يصغه الجهاز التنفيذي للدولة بل صاغه المجتمع ( الأعرابية وحفصة ) واعتمده الجهاز التنفيذي للدولة لينظم به المجتمع .......
هكذا تَشكَّل ( قانون المرأة )

* والفاروق ذاته رضي الله عنه يواصل التجوال المسائي متفقداً وليس متلصصاً وإذ بطفل يصدر أنيناً حزيناً فيقترب من الدار ويسأل عما به ؟
فترد أم الطفلة :
( إني أفطمه يا أمير المؤمنين )
حدث طبيعي أُم تفطم طفلها ولذا يصرخ ولكن أمير المؤمنين لا يمضى إلى حال سبيله ؛ بل يحاور أُم الطفل ويكتشف أن الأم فطمت طفلها قبل موعد الفطام لحاجتها لمائة درهم كان يصرفها بيت مال المسلمين لكل طفل بعد الفطام .
يرجع الفاروق إلى منزله لا لينام إذ أنين ذاك الطفل لم يبارح عقله وقلبه فيصدر أمراً ( بصرف المائة درهم للطفل منذ الولادة وليس بعد الفطام ) .
ويصبح الأمر قانوناً يحفظ حقوق الأطفال ويحميهم من مخاطر الفطام المبكر ....
لو لم يحاور الفاروق تلك المرأة لما أصدر قانوناً يحمي حق الطفل في الرضاعة الكاملة
وهكذا تَشكَّل ( قانون الطفل )

وكان الفاروق يحب أخاه زيداً ، وكان زيد هذا قد قُتل في حروب الردة .
ذات نهار بسوق المدينة يلتقي الفاروق وجهاً بوجه بقاتل زيد وكان قد أسلم وصار فرداً في رعيته .
يخاطبه الفاروق غاضباً :
( والله إني لا أحبك حتى تحب الأرض الدم المسفوح )
فيسأله الإعرابي متوجساً :
( وهل سينقص ذاك من حقوقي يا أمير المؤمنين )
ويُطمئنه امير المؤمنين ( لا )
فيغادره الإعرابي بمنتهى اللامبالاة قائلاً :
( إنما تأسى على الحب النساء ) ...
أي مالي أنا وحبك إذ ليس بيني وبينك غير ( الحقوق والواجب )
لم يغضب أمير المؤمنين ولم يزج به في السجن بل كظم غضبه على جرأة الأعرابي وسخريته وواصل التجوال .
لم يفعل ذلك إلا إيماناً بحق هذا الإعرابي في التعبير وبكظم الغضب وهو في قمة السلطة وبفضل شجاعة هذا الإعرابي .

تَشكَّل في المجتمع ( قانون حرية التعبير )

ثم إمرأة كانت تلك التي جردته ذات جمعة من لقب أمير المؤمنين حين قالت ( أخطأت يا عمر )
وكانت هذه بمثابة نقطة نظام امرأة من عامة الناس ترفض قانون المهر الذي صاغه الفاروق عمر ... لم يكابر أمير المؤمنين ولم يزج بالمرأة في السجون ولم يأمر بجلدها بل اعترف بالخطأ بالنص الصريح ( أخطأ عمر وأصابت امرأة ) ، ثم سحب قانونه وترك للمجتمع أمر تحديد المهور حسب الإستطاعة

هكذا تُصنع القوانين ، أي حسب غايات المجتمع وطموحاته وثقافاته وذلك بالغوص في قاع المجتمع المستهدف بتلك القوانين
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://lutfi.forumisrael.net
 
رجل صنع التاريخ للكاتبة د: ولاء أيمن
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» أنا وإبليس كتاب(خفايا الحياة) للكاتبة والروائية خالدة غوشة
» ‏كنت أعجب وأنا أقلب صفحات التاريخ فأجد فيه أن المغولي / د. عبد الحكيم عياد
» الشاعر أيمن أحمد رؤوف القادري أسعد اللحظات مع والدتي (حفظها الله)
» هنيئا لنا ولكل أبناء الوطن بكم وبأعمالكم القيمة التي سجلها التاريخ بماء الذهب وتستحق التكريم والتشريف والتقدير
» أنا التاريخ / الدكتور الشاعر المهندس بركات عبوة

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الدكتور لطفي الياسيني  :: الفئة الأولى :: المنتدى الأول-
انتقل الى: