كان اسمُها غزّةَ / بقلم الشاعر صلاح الطميزي
عندما تَكتبُ غزّةَ
في محاضرِ الحضورِ
تذكّرْ
و أنتَ تعرفُ كم نشتاقُ
حضورَها
فبرغمِ حضورِها الدّائمِ
وغيابِنا القسريّ
عنِ الشّيءِ .........
........ وكلِّ شيء
نرى وقْعَ زمهريرِها على تلكَ
السّطورِ أكبر
فالكونُ أكبرُ مِنْ غزّةَ
وغزّةُ أكبرُ مِنَ الكوْنِ
ومِنْ كلِّ الحضورِ
فهناك عينُ اللهِ
تسهرُ
أيا سيدةً تنامُ على جبينِها
الفراشاتُ
وترسمُ مِنْ دموعِ ساحِلِها
الذّكرياتِ
وتروي قصّةَ مَنْ أحبَّ لِمنْ تُحِبّ
وتعودُ ولم تُردِ الظّهورَ
هي سيّدةٌ ولونُ فستانِها القسريّ
أحمرُ ......
كان اسمُها
غزّةّ ........
واليومُ اسمُها غزّةَ
وغداً يُردّدُ كلُّ أطفالِنا بطولاتِ
نصرِ البنيانِ المرصوصِ
..... وغزّةَ
ففي كلِّ يومٍ تشتاقُ غزّةُ للغيابِ
ونحنُ نزجُّ بها في الحضورِ
أيتّها الحاضرة في بيادق
الألم
أيتها الأبجديّةِ التي لا تنام
أيّتها الأمُّ الجميلةُ
يا شقيقةَ أقصانا الجريحِ
...... والحرمِ
أيّتُها الغائبةُ عن فنادقِ القمم
أيّتُها الحاضرةُ في مواجهةِ الظُّلمِ
لكِ اللهُ أيّتُها الثُّريّا
ونحنُ لنا الّلا شيء
فقد أَخْزينا بِصمتِنا
كلً الأمم
أيّتُها الفتاةُ الفتيّةِ
لا تخافي الشّيبَ
ولا تمقُتيه ......
فالأبيضُ قد تحوّلَ
للسّوادِ
وإذا وجدْتِ الأبيضَ
لا تحضُنيه
..... ولا ترتَجيه
فحتى البحرُ يا سيّدتي
أصبحَ بفعلِ تخاذُلِ الأعراب
صنَماً .......
يا مَنْ تُفجّرينَ الأرضَ
تحتَ أقدامِ الغزاةِ
في كلِّ يومٍ تصنعينَ النّصرَ
ترتقينَ شهيدةً كلِّ هُنيهة
وفي سمائِنا ترفعينَ العلمَ
ففي دُجى الّليلِ
الغابرِ ......
وغاراتِ الحُقبِ
وعندَ انعدامِ الضّوءِ
........ ستذكرينه
تماماً .......
كما نستذكرُ ذاكَ الحُلُم
كلُّ شيءٍ تُحبينه
مات .......
فبرغمِ همساتِ المحِبّين
تكتُمينَ صُراخَكِ كي لا تُنهضيه
مجازةٌ ......
دعيه في سُباتِه
فإن آفاقَ
أعدّي له المُنوِم
مرّةً أخرى ونوّميه
فهذا ليس صديقاً
وإنّما هو ......
كمنْ سبقوه ......
مجردُ شيخٍ هرِمٍ
أفتى في النّاسِ جريمةً
ومِنْ تخاذُلِه ماتَ كافراً
رغمَ الحياةِ .....
وفي حينِها ......
أسقطَ هذا الرّقمَ
أليسَ مَنْ خافَ الموتَ وقتَها
وأصبحَ منذُ ذاكَ الحينِ
صنماً ........
....... لا تلوميني
فلستُ أنا المُلامُ
وليس لديّ غيرُ القلمِ
لكِ السّلامُ
وأنتِ .....
تحلُمينَ بالسّلامِ
صدّقيني ......
ستبقيْنَ دوماً علماً
بقلم الشاعر صلاح الطميزي