العِصيانُ ...
بقلم د. الشاعر إحسان الخوري
سَيِّدتي..
لَبِسْتِ كامِلَ أُنوثتِكِ ..
غُنْجُكِ يُغالِبُ الدَّلالَ ..
وَرُموشُ عَيْنيكِ تُناديني ..
هيَ بِمِقدارِها عَظيمَةٌ جِدَّاً ..
وهيَ بِمِقْدارِ ما ضاعَفَتْ أُنوثَتُها ...
أيَّتُها النِّساءُ لا تَحزَنوا ..
لا تَبْتَئِسوا مِنْ كَثْرةِ جَمالِها..
وانْبُتوا كَنَظيرِها ...
سَيِّدتي..
أنا لمْ أقلْ أنَّني سأختفي ..
لأنَّني على مَسافةِ شَوْقينِ ولَهْفةٍ ..
وربَّما لِقاؤُنا على أوَّلِ غَفْلةٍ للمَواعيدِ ..
سيِّدتي أنتِ تَشْبِهينَ قُبْلَةَ الشَّفَتَيْنِ..
مِنْكِ يَتَعَلَّمُ الحَمامُ الهَديلَ ..
أنا آمَنْتُ بِسِحرِكِ ..
وأطعَمتُ كُلّ تَفاصيلي مِنْ غِوايَتِكِ ...
أنتِ يا عازِفَةَ الجمالِ ..
رَشَشْتِ عِطرَكِ عِنْدَ الفَجْرِ ..
القَمرُ سَقَطَ عِندَ رِجليكِ ..
ولاحَ بَهاؤُكِ قَبلَ الشَّمسِ ..
هُنا رَكَعتُ عِندَ مَلاحَتِكِ ..
جيدُكِ كانَ مَلْتوتاً بالعَنْبَرِ ..
الجَسَدُ مَرصودٌ ..
والأُنوثةُ مُكدَّسةٌ لا تَستَريحُ ..
تَفيضُ بين غُنْجٍ وغُنْجٍ ..
وتقولُ إمَّا أكونُ أو لا أكونُ ...
يَفرِضُ شَعرُكِ هَفْهفاتِهِ المَمسوسَةِ ..
على عَيْنيِّ المُقابلتينِ لعينيكِ انتظارٌ ..
تَلُفَّانِ جَسَدَكِ بِفَراسَةِ العاشِقينَ ..
شَفَتاي إلى وَشْوَشَةِ خَصرِكِ تَنْصِتُ ..
ومن يَفُكُّ طَلاسِمَ النَّهْدَينِ ...!
يختمِرُ الأحمَرُ عَلى نِيَّةِ الغَرَقِ ..
البَداءَةُ قُبْلةٌ قُبْلةٌ على الشَّفَتينِ ..
طَفَقَتْ تَتوهُ في الطَّراوَةِ ..
تَرتَبِكُ حينَاً ..
فَتُناشِدُ يا إلهي مَدَد مَدَد ...
تَقولُ قُبُلاتي أنا سِرُّها الأزليَّ ..
وأستَعذِبُ الغَرَقَ ..
فَتَتَوافَدُ الآلافُ بِهَلوَسَةِ الاِنْتِحارِ ..
حَواسُّ الدَّهْشَةِ في خَدَرٍ ..
أصابعي تَرُشُّ الوَّلَهَ على وَعدِ الثُّمُولِ ..
فَتَضيعُ البُوصِلةُ بَيْن الاتَّجاهاتِ ..
المَلاحَةُ بَرِّيَةٌ وَرُبَّما غَجَرِيَّةٌ ..
وتَشْهَقُ بِالمُمكِنِ والمُحالِ ...
ارتِعاشَةٌ مِنْكِ خَرساءَ ..
تَجُرُّ الجُّنونَ ..
ويَرتَكِبُ النَّبَضُ العِصيانَ ...
عَرَّافَتي في ارتِجافٍ ..
لا وَصايا في حَضْرَةِ الحُبِّ ..
ولا وَصايا داخِل أسوارِ السُّكَّرِ ...