٨يا عامنا الحالي
يا عامنا الحالي تمهّلْ واصطبرْ
عَلّي أُوَدِّعُ ذكرياتٍ ماضِيةْ
بعضُ الشهورِ توشّحَتْ ألوانُها
بِزهورِها،أشذاؤُها كمْ حانِيةْ
أُخرى ألمَّ بِها السَّوادُ وخانَها
حظٌّ وما أدراكَ حظّي داهِيةْ
همّاً وأمراضاً قذَفْتَ بِمَنزِلي
حتّى غدَتْ عندي المواجِعُ شاكِيةْ
البينُ وا حَرّاهُ فرَّقَ شَمْلَنا
كلٌّ مِنَ الأحبابِ راحَ بِناحِيةْ
لكنَّ فيكَ مَسَرَّةً ومَواقِفاً
لا تُنْتَسى مهما الزّمانُ مَضى بِيَ
غنّى الكنارُ وهامَ يلْثُمُ زهرَتي
وأطلَّ صُبْحٌ والأماني زاهِيةْ
والصَّحْبُ يُعْجِبُهُمْ مُرورُ قصيدَتي
كانتْ بُحوري أَنجُماً مُتَتالِيةْ
يا عامُ شِعري كم سما في حِضْنِكم
غنّى لِأوطاني عَساها ناجِية
لِلْقُدْسِ كم ثارَ الحنينُ وهاجَني
وَهَجٌ لَها،لِلْوردٍ قربَ الدّالِية
كنّا هناكَ وفي أبوديسَ الهوى
وقلوبُنا مِن كلِّ همٍّ خالِيةْ
حتى طغى العدوانُ فَرَّقَ جَمعَنا
يا حسرتي وَلّتْ سنيني الهانِيةْ
ونزحتُ يا عامي سنيناً أدْبَرَتْ
مَنْ ماتَ مِن أهلي حُرِمْتُ وَداعِيَ
يا عامُ إنّي قدْ رحَلْتُ لِمنزِلٍ
وتركتُ صَحْباً جيرَةً كم غالِيةْ
إنّي لَأخشى مِن وداعِكَ يا تُرى
ماذا أُرَجّي في سنيني الآتِيةْ
أخشى المُغَيَّبَ قد يعيثُ بِدارِنا
فارْفقْ إلهي قد أُهيضَ جَناحِيَ