أتقدم بجزيل الشكروالتقديروالإمتنان
للدكتوروالأديب والشاعرالكاتب القاص/ زياد اللوباني / الأردن
على جميل قراءته النقدية التحليلية لقصيدتي( أشتغل بالفنون والسريالية)
_______________
أشتغل بالفنون والسريالية* بقلم الشاعرة د. يسرى الرفاعي / سوسنة بنت المهجر
سألوني عن حالي
وعن إسمي ومن أكون؟ّ!
فقلت لهم : أنا شاعرة
أكتب عن وطني
وعن برتقاله وليمونه
ونجومه الساهدة
عن أطفاله وحرائره المرابطة
عن الشهامة والنخوة في قلب رجاله
عن الأقصى والمرابطين حوله
وأسكب أحباري سكبا عن شهدائه
و صبر أسراه وصمود زيتونه
وحمائم السلام الحاضنة
لأنفاسي المحترقة
وفراشات الربيع الخائفة
وفي أوقات فراغي الكئيبة المليئة
بالهموم والأحزان الولودة
أشتغل بالفنون والسريالية
وألون كما لون بيكاسو لوحاته
التجريدية بإتقان ومهارة
لم يعلموا أن أشعاري مليئة
بذكرياتي في ظل التوتة
والزيتونة الشامخة
واللعب بين حارته
والتسلق بشقوة أعلى أشجاره
والخربشة بالطباشيرعلى السبورة
فأنا رغم غربتي الطويلة
لم أزل بدمائي الأبية
ابنة بيت دقو الصامدة
في وجه الطغيان والهمجية
وقبل رحيلي منك يا قريتي الحبيبة
نقشت خواطري على عرق التوتة
وسنابل القمح الخضراء والذهبية
و كدست أوراقي ودفاتري الكثيرة
على عروق التين والليمونة
كمادة سماد مفيدة ومغذية
خشية أن تتحول أوراقها الناصعة
ومضامينها العديدة
لمعاهدات وتقاريرعلى الطاولة
وجعلت أشعاري تغني للحرية
تحلق في سماءك تبدد الغيمة العقيمة
تجري في عروقي تغتال الذكريات الأليمة
كماء عذب يطهرعيونك من قسوتهم الهمجية
وتكون لفؤادك كمكنسة كهربائية
تشفط همومك وأحزانك المتراكمة
لتترك فؤادك كطفل البراءة يغني للحرية
تعتز بأشعاري وتكون عندك مقدسة
بعضهم سخر من خواطري السلسة
وأبجديتي المليئة بالعفوية
لا أنكر أن بعضهم نصب لي
شباك العداء القوية
وبعضهم حاول بقسوة
أغلاق الدروب الطويلة
أمام خطواتي الواثقة
ولا يعلمون أن خواطري
وأبجديتي عندي مقدسة
وأنها صّدى لفؤادي وروحي العاشقة
ولعشقك يا وطني مفسرة وشارحة
حفظت كل ركن فيك يا وطني بعفوية
كما حفظ بعضهم أبجديتي وحفظته
فكانت لك ولهم في الليالي المظلمة
الحارس الأمين بكل معاني الكلمة
خسئت قلوبهم العابثة المتآمرة
وخسئت قلوبهم الساخرة
بما أنقشه لآهدابك المقدسة
ولشجاعة أطفال الحجارة والمقليعة
يا وطن الجبارين والأمهات الصابرة
لن نضل الطريق إليك يا ومض الحياة
يا وهج أرواحنا وأشعة صيفنا الدافئة
ولا تخشى من مؤامراتهم المسيسة
نحن جاهزون لإعدام هؤلاء الطغاة
سنأتيك ولو حبوا كل لحظة
فأطفالك جاهزون بالحجارة والمقليعة
ولن تكون بعد اليوم الأبجدية مخرسة
أعلناها حربا على كل المتآمرين والطغاة
سنقتلهم بدماء باردة
كما قتلوا أطفالك والسنونو العاشقة
فلن تسيل الدماء بعد اليوم برائحة موجعة
سنعيد إليك بهجة الصيف وأناشيد فجرهدل
ولياليه العاشقة الساهرة
سنعيد لصيفك عيونه
ومواسم حصاده ونسائم غروبة
وتغريد الطيورعلى أغصان فجره .
الشاعرة د. يسرى الرفاعي
سوسنة بنت المهجر
القصيدة موثقة في ديوان حروف الوطن
سيصدر قريبا إن شاء الله
____________
بيد تزرع زيتونة... وبيد تهدل قصيدة... وتملأ القلم من دماء الشهداء... تعشق الحرية وتعشق تراب الوطن... وترتمي في أحضان أشجار زيتونة الضاربة في عمق الزمن... تنظر نحو الطيور حين تصدح على الأغصان... الدكتورة والشاعرة يسرى الرفاعي ثائرة وأم ربت أبناءها على العزة والكرامة وعلى حب الوطن قائلة لهم... فلسطين أم تجمعنا... تتألم حين سقوط كل شهيد ودموعها لا تطفئ لهيب قلبها االنازف... حالها كحال المرابطة التي تقف في وجه أعداء الله... تدافع عن كرامة أمة متخاذلة... بين حروفها يرقد شيخا مسنا ما زال متمسكا بأرضه رافضا الانحناء الا لله سبحانه وتعالى... وطفل يحمل بيده حجرا يقف في وجه دبابة... هذه الكلمات ليست الا آهات وزفرات دفينة تأججت بين جوانحها وقذفت بمكنونات لاهبة تصهر الصخر وتذيب الحديد... هي صيحة ورسالة مدوية تخرج من جوف انسانة حرة رضعت المجد والسؤدد من حليب أمها.
هذه المقطوعة جاءت في زمن التخاذل والنفاق والتطبيع... جاءت في زمن الأقنعة المزيفة التي تمزق جسد الوطن إلى أشلاء... شاعرتنا تمتاز بحس وطني عالي ومميز فإن وجد مثله فهم قلة... اناملها تدغدغ قلما معجز... وفكرها ينجب حروف من ذهب... من خلال قرأتي لهذا النص تركز شاعرتنا على مدى حنينها للوطن الأم... وتخاطب أمة نائمة قائلة لهم... القدس كرامتكم وعرضكم أين أنتم منها... شاعرتنا تطرح أمامنا سيمفونية رائعة كأنها موسيقار أبدع في التأليف الموسيقي والإنتاج... كرسامة رسمت لنا لوحة فنية عجز عن تفسيرها العلماء... قلم معجز وحرف ثائر وسرد اكثر من رائع فاق كل وصف وتعبير... وكسدت أوراقي ودفاتري الكثيرة على عروق التين والليمونة كمادة سماد مفيدة... ومغذية خشية أن تتحول أوراقها الناصعة ومضامينها لمعاهدات وتقارير على الطاولة... ستبقى أوراقك تحلق في سماء الوطن تدغدغها الطيور تطوف حول أرواح الشهداء... يا سليلة الرقي والمجد والكرامة لن تلوث اوراقك بعهرهم ونفاقهم سيحفظها التاريخ لك وستشهد عليها كل حفنة تراب من أرض الوطن... يا ريحانة الأقصى استحلفك بالله ان تمنحيني خيطا من حذائك لاخيط به أفواه نجسة تنافق أمريكا وترقص لاسرائيل.
مقدمة رائعة تتجلى عبقرية الشاعرة بطرح سؤال مليئ بالعتب على هذه الأمة النائمة قائلة... سألوني كيف حالي... فكيف يكون حالي يا سادة... وانا التي رضعت من ثدي فلسطين... انا التي تخرج الصيحة من أعماقي على فراق أمي... انا التي ترعرعت بين سنابل القمح وأشجار الزيتون التي نقشت عليها حروفي... انا التي توضأت بدماء الشهداء... انا التي ما زلت احتفظ بحفنة تراب كرائحة المسك والعنبر... وتسألوني عن حالي... فكيف حالكم أنتم... أما زالت قلوبكم تنبض... وتملكون عقلا يفكر... تنازلتم عن دينكم وجعلتم ترامب إماما لكم .. وملأتم الأرض خرابا ودمارا... لا أراكم بعيني الا كقطيعا من الخراف ختم على جبينها نجمة الذل والخزي والعار... يا سماسرة الدين والتاريخ... أعلنوا الاف الصفقات واعقدوا آلاف المؤتمرات فكل ذلك لن يسعفكم من غضب الرب...
ولن تكون فلسطين الا مقبرة لكم.