الكهف
.....
جسدنا هو ذلك الكهف المظلم، النتن، ونحن ننظر الى العالم من خلال نوافذه ، ونرى العالم كله من خلال ثقبين صغيرين ، فلماذا لا نفتش عن باب ذلك الكهف ؟؟
أوليست المشاعر والأحاسيس هي النسمات القادمة من ذلك الباب ؟؟
فلماذا لا ندخل الى ذواتنا ونتتلمذ هناك ؟
ألا تستحق منا تلك الانوار بعض المجازفة ؟؟
لولوج الباب الذي يقودنا الى النور والخلاص من جحيم الجهل والضلال والشقاء .
ألا تستحق السعادة بكل ابعادها ان نمتلك بعض الشجاعة لاجتياز تلك العقبة ؟؟
العقبة التي تجعلنا بعيدين عن معرفة حقيقة الايمان والوجود الجميل والكامل من جميع الوجوه .
ألسنا من نشوه كل شيء بعدم فهمنا وعدم ايماننا ؟
فانظروا الى العالم اليوم كيف يلتهب وكيف يتسابقون في ميادين التسلح من اجل قتل الانسان ودفن الانسانية.
ذلك هو خوف النفس البشرية من ذاتها ومن سوئها وطمعها وغريزة الافتراس . لأن عدونا هو ما نجهله وبجهلنا لها نسير على خطاها صم بكم عمي . تماما كالسوام التي تقاد الى الذبح ولا تدري ماذا يراد بها .
ألا ان نار الحقد والحسد والكبرياء هي ركيزة أبليس الذي كمن في نفوسنا وتلاءم معها وتلاءمت معه تطابقا وتناغما وعداوة لنا دون هوادة ..
فلا تتخذن الهوى الها ومعبودا فانه لا اله الا الله الذي ترجع اليه جميع الامور..
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
تامر شريف