الدكتور لطفي الياسيني
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
الدكتور لطفي الياسيني

منتدى سياسي ثقافي اجتماعي رياضي / للدكتور لطفي الياسيني
 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 سبعٌ وسبعون سنة بقلم علي خيرالله شريف

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Admin
Admin
Admin


المساهمات : 7569
تاريخ التسجيل : 01/06/2016
العمر : 118

سبعٌ وسبعون سنة   بقلم علي خيرالله شريف Empty
مُساهمةموضوع: سبعٌ وسبعون سنة بقلم علي خيرالله شريف   سبعٌ وسبعون سنة   بقلم علي خيرالله شريف Emptyالأحد نوفمبر 22, 2020 2:37 pm

سبعٌ وسبعون سنة

بقلم علي خيرالله شريف

منذ ٢٢ تشرين الثاني عام ١٩٤٣ لغاية ٢٢ تشرين الثاني ٢٠٢٠، يُحَدِّثوننا عن الاستقلال.
سبعٌ وسبعون سنة وهم يلقون الخطابات ويُصدِرون البيانات ويقيمون الاحتفالات في المدارس والساحات، وينظمون صفوفاً من الكبار والصغار في مسيرات، ويقطعون الطرقات للعروضات التي يسمونها عسكرية، ويعقدون حلقات الدبكة والرقص الفولكلوري والشرقي والغربي، ويحتسون باسم الوطن ما طاب لهم من الحلال والمحرمات، ويقيمون الهيصات والحفلات الغنائية التي تزعم أن وطننا قد نال الاستقلال كما يُشاعُ ويُقال. نرفع فيها العلم اللبناني، ونغني النشيد الوطني، ونستمع إلى تراتيل المطربين والمطربات الوجدانية، وتسيل من أعيننا دموع الفرح الحماسية، وتقشعر أبداننا من النخوة الوطنية.
سبعٌ وسبعون سنة وهم يضحكون علينا أن هناك استقلالاً وشعباً عنيداً؛ ونحن كنا نصدق ما يقولون بكل سذاجة وقلة عقل.
ولكن عندما كَبُرنا وكَبُرَ عقلُنا ونضجنا، عَلِمنا أن استقلالنا ليس سوى مزحة إذاعية، ولقلقة لسانٍ خرافية. وتيقنَّا أننا لا نستطيع حتى تشكيل حكومة لبنانية إلا بموافقة حوالي ست وثلاثين دولة أجنبية. ولا يمكننا تسليح جيشنا إلا بما تسمح به السفارة الأميركية. وأن فرنسا التي كذبوا علينا أننا استقلَّينا عنها، لا تنفَكُّ تتدخل في كل كبيرةٍ وصغيرة من شؤوننا، ولم يكن استقلالُنا عنها سوى كذبة كبيرة لطالما صدقناها ونحن عن الحقيقة غافلون.
لما كَبُرنا رأينا وسمعنا أن أكثر الـمُشرفين على الإستقلال ليسوا سوى سماسرة سياحة وعلب ليلية عند رعاة الإبل من المارقين والسكيرين والمجرمين، ورأينا الكثير من المتملقين على كراسي الحُكم، يصفقون لهم ويتحلقون حولهم كالقطط السِمان، ويمسحون جوخهم ويتسوَّلون فُتاتَهم لينفخوا به بطونهم وجيوبهم وحساباتهم المصرفية.
سبعٌ وسبعون سنة، حَوَّلَت الوطن إلى مزرعة منهوبة من الداخل، ومُشرَّعة الأسوار للخارج، وحَوَّلَت مفهوم السياسة من إدارة شؤون الناس إلى فَنِّ الاحتيال عليهم، حتى صار مُعظم الـمُتحَكِّمين بالبلد سماسرة ومنافقين وسارقين، يمارسون كلَّ ذلك بكلِّ وقاحة. حتى المواطنون تعودوا على رؤية الـمُنكر معروفاً والمعروف مُنكراً، وأضحى بنظرهم السارق قويٌّ وشاطر ومُطاع، والنزيهُ ضعيفٌ وساذجٌ ومعزول... نعم لقد نأى الناس عن رجال الدولة وجحدوا بهم وبعطاءاتهم، وباتوا يخلطون بين الاستقلال والتبعية، وبين النزاهة والدناءة، وبين رجال الدولة ورجال الاستعراض. وبعد سبعٍ وسبعين عاماً على إعلانِ ما يُسَمَّى الاستقلال، بعض الناس في لبنان يطالبون بعودة الاحتلال.
أعتذر من أجدادي الذين عاصروا جلاء الجيوش عن بلدي عام 1943 وسمعوا يومها في نشرةِ الأخبار أن ذلك الجلاء سُمِّيَ استقلال، لأقول لهم؛ لقد ضحكوا يومها عليكم وعلى كُلِّ من صَدَّقهم، ونحن اليوم نرى الكذبةَ بأُمِّ أعيُنِنا، ونرى الانتدابَ يتجول في ربوع بلدنا ويتمختر على جُثَّةِ وطننا المُسَجَّى على نعشِ الإفلاس.
يا أجدادي الأعزاء، بعد أن قرأتُ تاريخ وطني وشهدتُ حاضِرَه الـمُزري، أنا منذ ولادتي لغاية اليوم، وبصفتي مواطنٌ يستحق الحياة، وبما أني أصبحتُ ناضجاً لدرجة التمييز بين الاحتلال والاستقلال، أقولها لكم بكل صراحة؛ لم أتذوق طعمَ الاستقلال الحقيقي إلا في 25 أيار 2000، ولم أشعر بقوةِ وطني إلا في تموز وآب عام 2006 وما بعد بعدهما، ولم أشهد حكومةً لبنانيةً حقيقيةً تحكمني وترعاني وترأف بي، إلا في فتراتٍ قصيرةٍ، لم يسمح الفاسدون لها أن تدوم، قد عَلِمَها الشرفاء، وتقاعس عنها الأغبياء، وحاربها الحاقدون والفاسدون والسارقون بحماية مُزَوِّري الاستقلال وكهنة معابد الاحتيال والانحلال.
علي خيرالله شريف
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://lutfi.forumisrael.net
Admin
Admin
Admin


المساهمات : 7569
تاريخ التسجيل : 01/06/2016
العمر : 118

سبعٌ وسبعون سنة   بقلم علي خيرالله شريف Empty
مُساهمةموضوع: رد: سبعٌ وسبعون سنة بقلم علي خيرالله شريف   سبعٌ وسبعون سنة   بقلم علي خيرالله شريف Emptyالأحد نوفمبر 22, 2020 2:40 pm

اقف اجلالا لعبق حروفك وابحارك في مكنونات
الذات الانسانية فاجدني عاجزا عن الرد حيث
تسمرت الحروف على الشفاه جزيل شكري وتقديري
لما سطرت يداك المباركتان من حروف ذهبية
دمت بخير
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://lutfi.forumisrael.net
 
سبعٌ وسبعون سنة بقلم علي خيرالله شريف
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» دم الاحرار متقد / الشاعر الدكتور تامر شريف
» ما زلت اعطي من صميم فؤادي / للشاعر تامر شريف
» روووووعة / الدكتور الشاعر تامر عباس شريف
» الروابي / الدكتور الشاعر تامر عباس شريف
» النساء كالقوارير / الشاعر تامر عباس شريف

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الدكتور لطفي الياسيني  :: منتدى الدكتور الشاعر تامر عباس شريف-
انتقل الى: