(رســـــــــــــــــول الهدى)
--------------------------------
عطـشى بـواديــــهِ لا زرعٌ بقـاحـلِها
الجــدبُ بالإرضِ لــم تُسمنْ بواديها
واصفرَّ كالورسِ من جوعٍ مراضعُها
تـبـاطـأَ الغيــــثُ واعتـلّت رواسيها
البحـــــرُ فـــي زَبَدٍ شحَّ العبابُ بــهِ
بتيـهِ أحـــلامهمْ غابـــت مراسيـــها
هِيَ الحيـــاةُ بجورِ العيشِ تجمعهم
يـرقــى النواصيَ ممّن قد طغا فيها
وليـــس مثـل رعاع القومِ في تَرَفٍ
لا يشمخُ الجـــاهُ إلّا فـــي مبانيـــها
من عاشَ بالزُهد أذ يرجو الهنا أَمَلاً
لو تشرقُ الشمسُ نـوراً في فيافيها
لتبصرَ الروحُ أنَّ اليــــوم موعــدها
ترنــــو لمنقــذها بالنــــورِ هاديـــها
كمــــا أنـــارَ السنا فـــي حـملِ آمنةٍ
قد شعَّ بـــدرُ الدياجي في آماسيها
هيَ الحليـــمةُ لم تـرجـــع بخائبـــةٍ
أرادها الله ان ترقـــــى أمـــانيــــها
درُّ الحليــــبِ لهــا بالطيــبِ ترضعهُ
قد فاض من ثديها خيـــراً سواقيها
فاعشوشبَ الزرعُ غطى كــل ناحيةٍ
وأمطرَ الغيــــثُ فــي مغنى روابيها
تلكَ الأماني بصدقِ الروحِ قد رضيت
أنْ تصطفيــــهِ ولا تدري حــــواريها
هذا النبــــيُ الـــذي إختــــارهٌ أمــلاً
ربُ البريـــــــةِ للأكــــــوانِ يُنبيــــها
فاشتــــدَّ ساعــــدُهُ خيــراً أفاضَ بهِ
يرعـى بيمنــــاهُ أغنـــاماً يماشيــــها
بــــهِ تَـــوَسَّـمـــتِ الآلاءُ صادقــــــةً
ختـــــم النبــــوةِ سرّاً فــي معـانيها
هـــو البشيــــرُ بنــــورِ اللهِ أظهـــرهُ
عدلاً وقسطاً بديـــن اللهِ يوصيــــها
فاستبشرَ الخيــــرُ إيماناً بما صبـرت
وبـــات فيـــها جميلُ السعدِ يرضيها
تــرعـــى يتيــــماُ لـــه شأنٌ بأمتــــهِ
رسولنــــا بالهدى والحــــق يهديـــها
عبدالرحمن الباز
2021/11/25