نسخة إهداء لأخي الحبيب وصديقي المفدى الشاعر العراقي الكبير
أحمد العسكري
عربون حب ووفاء وامتنان وعرفان بالجميل
لاتسألوني لماذا دمعتي احترقت/ ياسر طويش
(كلُّ المفاتيح يابن المجدِ قد ضاعـتْ
كـــأنَّ واللهِ مـــنْ يـــدرونَ غُـيَّــاب ُ)
(فـالأرضُ مـن قُبُـلٍ قُـدتْ ومـن دُبُـرٍ
والبعضُ مِـنْ فوقهـا نـارٌ وأخشـابُ)
والبعضُ من ثديهـا يقتـاتُ مـن لبـنٍ
والبعـض مـن خيرهـا نهـبٌ ونـهـابُ
والبـعـضُ لاهٍ وســاهٍ عـــن مـودتـنـا
والبعضُ يَغتـالُ فـي صمـتٍ ويغتـابُ
والـــودُّ يقتـلـنـي والـقـلـبُ يذبـحـنـي
وَرَبُـــكَ الـواحــدُ الـكـسـابُ وهــــابُ
واتــــا تُشَـيِـعُـنـي بــغــدٍ ستَـفْـقِـدنُـي
والشعـرُ مِـن ْدمـنـا سيـظـلُّ ينـسـابُ
فالله أدرى بـمــا تـخـفــي نـوازعـنــا
وشـوقـنــا لـلـقــاءِ الأهــــلِ غــــلابُ
لما حضرت إلـى عمـان قلـت عسـى
أهلي كرامٌ عسى بعـدَ الجـوى تابـوا
حلـقـتُ رغــمَ أســايَ الـجـوَّ منطلـقـا
نـحــو الأحـبــةِ أحـســابٌ وأنــســابُ
ومــا نكـثـتُ بعـهـدٍ قــد وعــدتُ بــهِ
ولا نقـضـتُ مواثيـقـا لـمــن غـابــوا
ولا تـأخــرتُ عـــن نـدواتـكـم أبــــدا
ولاتـأبـيــتُ لــمــا غــــابَ تــرحـــابُ
فنحـن أصحـابُ حـرفٍ يستضـاء بـه
ونـحــن يـاسـيـدي فـــي الله أحـبــابُ
لـكـنـنـي شــاعــرٌ يــأبـــى مـنــازلــةً
باسـم المـودةِ فالأصـحـابُ أصـحـابُ
لله شـكــوايَ قــــد أدمـيـتـنـي ألــمــا
وكــــلُ حــــرف جـوابٌ..فــيــهِ أوَّابُ
لاتسألونـي لـمـاذا دمعـتـي احتـرقـتْ
فـالآه تعصـفُ بـيْ والـصـدرُ مــرآبُ
وأهلـنـا شيـعـوا فرسـانـنـا ومـضــوا
لمـجـلـس الـشـعـبِّ قـــوادٌ ونــــوابُ
والبعـضُ نـامَ علـى كرسِّـيـهِ وغـفـى
فـلــم يـصــوِّتُ والـتـاريــخُ أحــقــابُ
ولـسـتُ والله مــن يخـشـى مجابـهـةً
فالسـاحُ تشهـدُ والدنيـا لـمـنْ هـابـوا
ولسـتُ أخفيـكَ أنـي لـسـتُ مندهـشـا
فالبـعـضُ فــي طبـعـهِ شــرٌ وكـــذَّابُ
والبعضُ يسرق حتى الدمع من دمنا
والـبـعـض يـاسـادتـي والله نــصَّــابُ
والبعـض محرابـه إذمـا مــررت بــه
تـراه ينـأى عــن البغـضـاء مـحـرابُ
والبعـضُ يهديـكَ زهـر الـفـل سيـدنـا
والبعـض فـي حرفـه ِطيـبٌ واطـيـابُ
والبعضُ في شدوهِ التغريد إن ناغى
والـكــرمُ عـنـقـودهُ عــنَّــابُ عــنَّــابُ
دمـاؤنــا عُـتـقـتْ ودا ومـــا وهـنــتْ
ومــن ضـيـا وهجـنـا تحـتـار ألـقـابُ
لله درَّ الأولـــــى نــكـــروا مـعـزتـنــا
يـامـا تحمـلـتُ منـهـم قـلـتُ أسـبــابُ
الشـكُ حيـنَ تشـكُّ بمـن وثقـتَ بـهـمْ
كالسيـفِ يقـطـعُ مــا أخـفـاه جِلـبـابُ
إنـــي أشـــكُّ لأنَّ الــشــكَ قـاعـدتــي
إلــى اليقـيـن ِوهــا إنـــي لـمـرتـابُ؟