يلفها الفرح / الشاعر عبد الباسط الصمدي
فرحا من ضفاف القلب يبدأ
و تظهر ألوانه بأوردتي
كلما إرتفعت مئذنة مسجد
أنا العاشق الذي أدركه الشعر
بليل طويل و الليل يودع بعضه
و أنا المهندس الذي أشرف
على بناء المساجد و الأسواق
و ترك على التاريخ علاماته
نحن من يظهر الحب
و لا يدر للعشق ظهرا
جئنا مع الليل الطويل
و قبل أن تشرق
شمس منتصف الليل
ركبنا الأعصار بقلب
لا كالحديد فالحديد يلين
لقد ركبنا البحر في صحوة الفجر
و حاملات الحب كالسفن تجري
من شريان إلى شريان
و قبل أن يطغى الماء
كسرنا الأمواج بأحجار
من أعالي الصخور العواليا
و تركنا البحر في هيجان
نحن الذين إبتدينا المشوار
سكنا من الجزر التي
لم يسكنها حتى الجان
و بنينا مدنا من الطين
يحفها الماء المحيط بها
و يلفها الفرح ليلا وراء ليل
و يظللها السحاب المنخفض
أينما رسمنا بالطين بيوتا
ظهرت الحدائق
و ارتفعت حولها الأسوار
و حيثما رسمنا بالأحجار أسواقا
ظللها السحاب المنخفض
و علت فوقها ألعاب يلفها الفرح