عودي سعاد / د. الشاعر سالم المشني
والعمر من دون الوصال كزهرة
هي في الطبيعة قد جثت غراء
هي زهرة أنت لبعد أنيسها
كُسرت ولا زالت هي العلياء
لكنها تذوي ويسرع حتفها
ويطول منها في التراب غفاء
لو كان من شم الأريج وريحها
ظلت طويلا تحبها السراء
وسنونها في غمرة من نشوة
ظنت بها أن الحياة بقاء
فالعيش يوما في نعيم وصالنا
يُغني وتُنسى غفوة نجلاء
من أنكروا جمع القلوب وصفوها
هم بين كل جماعة سفهاء
هيا اقبلي ولنترك الأمم التي
أشرافها وجناتها سخفاء
لتضمنا مقصورة محفوفة
بالاأمن ضم بصدره الأمناء
ودعي المظاهر يبتلي أصحابها
منها العذاب واننا الرقباء
سيحل حين يحل فينا ودنا
ذاك الذي ما تهدف الحوباء
أسعاد لو كنت المجيبة للهوى
مني لغارت من عُلاكِ نساء
يا منية النفس اصرفي عني الردى
يكفب حرياُ منك لي ايحاء
لا تجعليني ساخراً من ذا الورى
فأكون ما كانت به الزباء
فيهيم عمري في خداعٍ زائف
تبنينَ من هلعاتها الأجراء
يا ربة الحسن الذي من أجله
يبدو لأي نجيمة لألاء
من أول النظرات بات يهزني
في غالب من مهلتي استهواء
ما كل خلاب سوى مقطوفة
من هيكل هو غصنك المعطاء
ما كل لحنٍ راقص في ركنة
الا براه من رباك سخاء
ما كل ريح عاطر في روضة
الا لذاك في السراح لحاء
ما كل نور صاطع في كوكب
الا ويعكس من سناك رواء
وأنين مثلي ان تفاقم وجده
هو قول فصل ليس فيك رجاء
فيكوز فوق عجيب كل عجائب
وغرائب ان فادني استجداء
واذا أعتراني دون ما أصبو له
مما كرهت فهاهو الاذواء
لكنني دون الذين لهم عقت
اهاتهم بل فيك لي اطراء
ذاك الذي من أجله أرقى ألعُلا
لِتَعُب ما قد تشتهي الأهواء
كالناسك المتعبد الراضي الى
مولاه اذ منه اليه أَداء
لكنني في الجد قد خالفته
أملي كبير أن يزاح قباء
فأرى مليكي دون أي تشككن
ما غيرها هي خودة حوراء
ما انت الا ذاتها وصفاتها
فسعاد أسمكِ فالورى سُعداء
لا تقطعي حلما كهذا رمته
قدماً وكان لطفرتي ابداء
سيري معي لنرى أمام عيوننا
دربي ودربكِ في الغرام بناء
للقصيدة بقية تحياتي