الحرية.... / الشاعر سالم المشني
لقد أوقفتني عبارة قالها الفيلسوف نيتشه..إذ قال لا صلاح لأُمة فسدت منابت أطفالها....!
دققت كثيرا في هذه العبارة واتخذت قراري بالرحيل....!
سأسير بإرادتي حتى عمق الآفاق ولا خوف لدي من أهوال الطريق..
سأسير ولا يرافقني أحد منكم سوى ظِلّي سأبقى أُردد نشيدي طوال رحلتي فهناك عصافير تنتظرني
لنغني معا أُنشودة الحرية حيث لا يوجد هناك سوى الظلال والينابيع التي بها أُجدد روحي وأبدء حياتي
من جديد ..ما أشبهني في تلك اللحظة وكأنني فراشة تنادي علي الزهور.... إنني الآن أَشتم رائحة الزهور
وهي تنثر أريجها وبرحيقها المنبثق من عبيرها وتنشر أوراقها في طريقي لكي تقول لي تقدم فأنت في المسار الصحيح
إنني أنظر إلى السماء فأسمعها تناجيني بقولها قد سمعت همسك وها أنا من فوقك غطاء لك فلا تبتئس ولا تخشى البرد
في الظلام فسوف أُدفؤك بطيف دفء مني فأرح نفسك ولا تلتفت للوراء فكل ما تركتهم وراءك ما هم إلا غثاء يتنافسون
على كسب رضى من ترك لهم بعضاً من الفتات فلا تبتأس ولا تحزن فستعود يوماً ليس ببعيد لتجد قوم عاد وثمود
قد طوى عليهم الزمن واندثرت آثارهم وقد وُلد جيل جديد يحمل بكلتا يديه راية الحرية التي كنت تنتظرها منذ زمن...!
ستعود الديار خضراء كما كانت ويلعب الأطفال في الحارات والأزقة دون خوف أو كلل.. فانتظر ولا تكن من اليائسين....!
هذا ما أوحت لي به السماء وكنت لها من المطيعين....