الإنفجار......؟ / بقلم الشاعر سالم المشني
لقد تعبت من الإنفراد بنفسي ولن أبقى صامتا بعد اليوم...في داخلي غليان تفوق حرارته حرارة التنور غير أنني سأهبط لتلك البحيرة الوحيدة لأُطفيء ما بداخلي من ثوران عنيف وبعدها أعود لمسكني في أعالي القمم حيث الراحة والسكون..! وهذا ما تطمح إرادتي الحرة إليه.....
إن طموح إرادتي يبعث في نفسي أن أكون بعيدا عن آفات الفسق والدنس....!
ليتني ألتقي حيث ألتقي بأمثالي من المنفردين لنكون قوسا مانعا فوق كل شائبة ورذيلة....
سأبذل كل ما بوسعي جاهدا أن أستحمّ قبل أن ألتقي بطالبي الحرية المبنية على أُسس النقاوة والصفاء لأنني لا أستطيع أن أُصافح من كانت يده بيضاء وسماته نظيفة دون أن أكون متطهرا من داخلي وأن أقذف العدوى التي ربما بليت بها دون علم...!
العدوى التي أتتني متطفلة من مَن يسكنون الدهاليز المظلمة ليتقاسموا بالخفاء ما جنت أياديهم القذرة من سرقة وسلب ونهب.....!
إن ما يؤلمني هو أنكم أيها المساكين تنظرون وتعلمون لكنكم كالبلهاء صامتون وهذا ما يستحقه مجتمع مثلكم تأكلون الفتاة وتشكرون تُهانون وتَحمدون وما أنتم إلا كقطيع فقد راعيه فأصبح كل واحد منكم يسير في طريق غير الطريق التي يسير بها صاحبه فهاجمته العواصف وأصبح يصيح من غير هدى....!
والحق أنني إنتزعت منكم الكثير من الصفاة وألقيت بها بعيدا كي لا تتأصل فيكم لكنكم أبيتم إلا أن تكونوا خدما لساداتكم فويل لكم من الآتي وأنتم تنظرون....
لقد مللت من شدة العطاء فقد أصبحت كل أعضائي هَرئة ما عدى قدماي اللاتي لا تعرف الوقوف ولا الراحة فهنيئا لي بهاتين الساقين ....
إنني بإرادتي صامدا ما لا تبدده أيام الشباب فأنا ما زلت حيا وتملؤني الآمال وسأمر على مدافنكم وأُناجيكم وأعلم أنكم لا تسمعون ....
هل وجب عليّ أن أكون أنا من يدلكم على خير مستقبلكم وأن أكون أنا الذي منبها لكم بالخير كله وبالشر كله ، إن الإنسان لا يدري كيف هي الطريق المتعرجة إلا إذا كانت له تجربة السير فيه...!
فوجب أن يتخلى الإنسان عن نفسيته الفذّة وإلا فلن يستطيع الرقص فوق قمم الجبال العالية ويصرخ بأعلى صوته ها أنا قد وصلت وبعدها يمكن له أن يرمي بكل العفن الذي تأصل في عقله وأفكاره النتنة التي لا بد من إصتئصالها حتى يبدأ حياة لا تشبه حياة الجُنات الماكرين .....!
لا تكن يا أخي كاهنا خلى بنفسه في صومعة بعيدة...
كن طليقا وسر كالهواء وإن إعترضك عارض فقل له هل أستطيع أن أغفر لك قبل أن تغفر أنت لنفسك بما فعلته يداك وأصبحت من الملوثين؟
لكن هل يمكنني أنا أيضا أن أغفر لنفسي التي عانت مني ومن مبادئي التي أورثتني الصداع المزمن......؟