تجربتي مع رفيقتي / الشاعر سالم المشني
علمتني الحياة وأنا أحاسب نفسي عندما كنت جالساً على كُرْ سِيِّ القديم وأُحَدِّقُ في المرآة التي كان طرفها فيه غشاوة لأنه أصابها التلف وذلك من قِدمِ عمرها كعمري الذي تداركته الأيام ....
لقد قالت ليَ المرآة ليس هناك من أحدِ يأتي لك بإكليل زهر أبيض فاقبل بما يأتيك زائرك ولا تكن من الواهمين فأنت الآن لا تصلح إلا أن تكون وحدك بعيدا عن آمالك فآمالك اليوم ضاعت وضاعت معها سنين عمرك وأنت ما زلت في وهمك وتظن انك على مقربة من التي كانت لك يوماً ووعدتك بأن تكون لك الإخلاص وعلى العهد الأمين...
ذلك ما يدعوني لغسل يدي حين تمسك بالقلم لتكتب آلام أيام مضت كأنها تكتب حلم ولهان رأى حلمه حقيقة وظن انه على يقين ...
وخزتني ذاكرتي لحبٍ كان في الماضي ومضت عليه الأشهر بل السنين فظننت بعد طول غياب أنني لا بد أن ألتقي برفيقة تُشفي ما مضى من حسرة وعذاب أليم...
وجدتها نعم وجدتها ويا ليتني لم أجدها وهي في أحضان عِلْجٍ أثيم....
ظنت بأنها كفؤٌ وما ظنت بأنها للهو مارست وانها شيطان رجيم....
حَسِبَت نفسها دُرَّة...وظنت أنها الملاك العظيم... ألا تدرين يا إبنة الليل أنني أعلم ما كنت تُخفين.. تحبين فتىً وتقولين إنني رفيقتك لكل وقت وكل حين.... وسرعان من يأتي إليك وتنسين الليالي وما تذكرين....
تبا لكل من كانت تُشابهك وتبا ليومٍ عرفتك وانت الآن في احضان عِلجٍ سقيم...
سقيم الفؤاد ليس له سوى الغواني فانت اليوم له نديم....
آه ثم آه على حب أمضيته في حب جارية ليس لها أمان ولا عهد ولا ذمة ولا وفاء ولا قلب يستقيم....
هكذا انتن كل يوم لكنَّ فيه حب جديد فهل من عليكنٌَ مُعين.....
الله المستعان وهو الغفور الرحيم.....