قبـَّلتُ فكرَكِ بالشفاه الحائرةْ / د. نديم حسين
قبـَّلتُ فكرَكِ بالشفاه الحائرةْ = وقرأتُ فاكِ فأنتِ أنتِ الشاعرةْ
ونثرتُ صمتي في ثنيـّاتِ الندى = كي أقطف اللغة البتول الثائرةْ
وعزفتُ عن وسـَن المعاني في دمي = ليصيبني نزفُ النجوم الساهرةْ
هذا نهاري أطفأتْ قسماتهِ = من أسدلتْ جفن العيون الساحرةْ
بدَنٌ لبحرٍ فيهِ تُغرَزُ أنهرٌ = أحيتْ قتيلاً كفُ هذي الباقرةْ
ورموا على شالي بريقَ كواكبٍ = لأراكِ في خـِدْرِ الليالي السافرةْ
أخطو لتوقظَ خطوتي شمعاتِها = في عتمة الصمت الثقيل الضامرةْ
ذهبٌ ذبيحٌ قد يطوقُ مرمرًا = يرمي بطول العمر كفَّ الناحرةْ
قلب غبيٌ راح يلثَغُ بوحـَهُ = من لي بمُرشدة القلوبِ الشّاطرةْ ؟
صمتَ الكلام وغادرتني جرأتي = ماذا سأفعل بالسوافي الهادرةْ ؟
يا قلبَ قلبِ القلبِ كوني نبضةً = تُحيي على قوم النساء الآخرةْ
هرِم الشبابُ وجـُنَّ آخرُ عاقلٍ = ما نفعُ عقلٍ بات ينعى الذاكرةْ ؟
للعقل قمة نخلة عربية = ويغيب عقلٌ بيته في الخاصرةْ !
يا " رامةٌ " مثل " الجليل " جليلةٌ = يغفو البقاءُ على بقاء الساهرةْ
تتليـَّلُ الدنيا فتشهر شمسها = ويغيب أقوامٌ لتبقى الحاضرةْ
يتمرَّغ الأزلام في لحم الهوى = وأنا تمرِّغُ خافقـَيَّ الطاهرةْ !
وأهيم في عشق المدائن والقرى = فمن " الرباطِ " إلى الهُنا " فالقاهرةْ
منـَّيتُ نفسي بالرحيل مسلـِّمـًا = فمن التراب إلى تراب العامرةْ
من رعشتي الأولى لآخرِ رعشةٍ = سفرٌ مقيم في رِحاب الذاكرةْ
وقطفتُ عن غصن السماء تميمةً = وبذرتُ في قلبي الوصايا الزاجرةْ
ويذوب نومٌ كي يسيلَ كتوبةٍ = عن خـدِّ صحوتها الحلال الغافِرةْ
كذِبـَتْ غيوم الأُخرياتِ حبيبتي = وصدَقتِ يا ماءَ القلوبِ الماطرةْ
قبـَّلتُ فكرَكِ بالشفاه القادرةْ = وقرأتُ فاكِ ، فأنتِ .. أنتِ الشاعرةْ !!.