ايماءة للمتنبي ....
$$$$$$$$$
أبَعْدَ كلَّ زمانٍ يمّحي رقم؟
من السطور ليأتي بعدَه رقمُ
وأن بين كلا النجدين متسعٌ
من الشروخ فلا دَوْمٌ ولا عدمُ
هو الوجود تساوى عند كبوته
قلبٌ بريءٌ ووجهٌ كالحٌ أثمُ
كم جادَ غيثٌ على الأرض اليباب وما
هزت كراماتها الأنداءُ والديمْ
لو أن بعض خصال المرء تْلبسه
ثوب الحياء لصار الثوب يحتشم
لكلِ مملكة ٍ عرشٌ لها ملكٌ
وكلِّ محكمةٍ مثلى لها حكم
مهيرتي كلماتي كلما عصفت
رياحُ دهرٍي اباريها فتنهزم
تسنُ سيفَ هواها حين تلمسني
هذي القلوب وموجُ الحبِ يلتطم
وخلف خطوي يسير الشعر مرتديا
عباءة الحسن والابداع يرتسم
هذي المسافات تمشي كيفما اتجهت
عيون شعري وغيري هده الألم
وان صوت صليل السيف صنع يدي
وعنده صهوات الخيل تحتكم
أصحو وللصبح ثغر ضاحك ثملٌ
بالأغنيات وفوقي يرقص النغم
يغفو على بحتي صوت الحمام اذا
شدوت واستعر القرطاس والقلم
أقسمت وارتعدت فوق الكتاب يدي
وخشية الله في الأنفاس تحتدم
بأنني سرها المخبوء ،تشربه
روحي وبعض الهوى في البال يضطرم
تربعي فوق عرش الحب يا امرأةً
أنا اليراع أنا الحادي أنا الكَلَمُ
أنا الذي قطعت روحي عهود هوىً
فعرّشت فوقها الأخلاق والقيم
بكى على وجعي حرف وطوقني
إزار عشق وسارت خلفه الهمم
أنا الذي سرقت ليلى علانية
ثوبي ليلبسه الأسياد والخدم
تحبني يحتفي بي لون كحلتها
وجرح روحي اذا مانزَّ يلتئم
لا الليل لا الخيل لا البيداء تعرفنا
اذا ذوى الحق واستعصى عليه فم
الشمس تخفي وراء السفح أسئلةً
ملغومةً وبحبل الضوء تعتصم
لكل مملكةٍ بابٌ يمر به
حرفي وفي عبه البواب يبتسم
أقول والعروة الوثقى تشد فمي
وفي يدي قلمٌ يحنو له علمٌ
شعر : طراد سليم طه