إلى قطّة / الشاعر عبد الحكم مندور
..
قطتنا الحلوة قد كبرتْ
صارت أبـهى صارت أروعْ
أحلى مما كنّا نرجو أو نتوقّعْ
الزهرة قد أضحت أيْنعْ
والطفلة إن شبّت تغلو
وتصير بمنزلةٍ أرفعْ
وتزيد بـهاءً وجمالًا
إن كانت في العفّةِ أمنعْ
قطتنا الكنّا نحملها وندلِّلها ونلاعبها
صارت تزهو بل تترفّعْ
قد صار الآن لـها شأنٌ
ما عادت كالسابق أودعْ
لا يقنعها منّا قولٌ مقنعْ
بل تشعر أن لـها الرأي المبدعْ
وتجادلُ لكن تبهجنا
وتشاكسُ في شكلٍ ممتعْ
بل يعجبنا.. ألاّ تصبح دوما أطوعْ
**
لكن تتجاوزُ أحيانًا
ونضيق بـها إذ تتسرّعْ
ونعاتبها آنا فتشيح ولا تخضعْ
ونعنِّفها فتردُّ بحزنٍ أو عينٍ تدمعْ
لا تأسيْ واعتذري آنــا
في لطفٍ حلوٍ ما يمنعْ .. ؟
فالرقّة أحيانًا تشفعْ
لا تأسيْ فبكاؤك غالٍ
ودموعك عذرٌ لا يقنعْ
لو أحسسنا فيك بحزنٍ
أو تعبٍ كم أنّـــا نجزعْ
لا تأسيْ إذ أنّـــا نرجو
لك حظًا أو دورًا أنفَعْ
لو قالت ماما أو بابا
شيئا فعلينا أن نسمعْ
**
لكن زيدي .. زيدي من دلِّك واروينا
إنّــا من أنسك لا نشبعْ
لو أفسد دلّك أشياءً
ورأيت لـها بابا يفزعْ
قولي لا تغضبْ يا بابا
سأكلم عمِّي كي يدفعْ
جدِّي آنــا والهي أحيانا وابتهجي
فالبهجةُ في عمرك أحلى
والبسمةُ في ثغرك أروعْ
والقهوةُ من كفِّك أشهى
والوردةُ في شعرك أضوعْ
أيَّتها الحلوةُ .. لولا مثلك ماكنّـا
نشقى ونبدِّد مانجمعْ
بل مالذ ولا طاب لنا
في الدنيا أملٌ أو مطمعْ
بل نحن عيونٌ .. بدأت تنضبُ
من أجل عيونٍ .. أخذت تنبعْ