مـاذا مع العيــد / شعر: د.وصفي تيلخ
هذا هو العيدُ يا أختاه لم يزلِ
--------------------------- كما عهِدناه يأتي غيرَ مُبتسِمِ
عُوِّدتُه منذ أنْ فارقتُ موطننا
----------------------- حِمْلاً من الهمِّ أو فيضاً مِنَ الألم
النّاس تفرح بالأعياد إنْ أمِنُوا
-------------------------------وأين منّا حياة الأمن كالأمم
إنّي نظرتُ إلى شعبي فآلَمني
------------------------------وضعٌ كئيبٌ وجرحٌ غير مُلتئِم
ما عاد للأمن ظلّ نستظلّ به
---------------------------- ولا الحياة غدتْ مَرْعيّةَ الحُرُم
الأهل في وطني باتتْ تُروّعهم
--------------------------- قواعدُ البَغْي بالأهوال والدُّهَم
ألفيتُهم في زمان الذّلّ قد جُعِلوا
-------------------------- ما بين مغتربٍ في الأرض أوكلّم
أو قابعٍ في سجون الغدر معتقلٍ
------------------------- مُؤرَّقٍ في ظلام السّجن لمْ يَنَم
كم مِنْ رضيعٍ طواه الموتُ مِنْ سَغَب
------------------ في قسْوة العيش كم من بائسٍ سَقِم
كم زهرةٍ في رُبى الأوطان قد ذبُلتْ
------------------------ كم نجمةٍ هَوَتْ مِنْ شاهقِ القِمَم
أين الأغاني الّتي كنّا نردّدها
-------------------------- في كلّ عيدٍ بعَذْب اللّحن والنّغَم
أين الأماني الّتي كانت تداعبنا
----------------------------- في هدْأة اللّيل رَوْحانّية الحلم
أين الرّياض الّتي كانت تظللّنا
----------------------------- أدواحها ذبلتْ والطّير في وَجَم
فكيف أفرحُ والأوطان واجِمَةً
---------------------------- والشّعب يرزح بالأصفاد والظُّلَم
اِرتاع قلبي لما عاناه مِن عَسَفٍ
------------------------- وهاج حزني وزاد البُعد في ألمي
ماذا مع العيد إلاّ دمعةٌ ذُرِفَتْ
------------------------------- حرّى, وإلاّ حنينٌ غيرُ مُنْكَتِم