من يخبرني؟ / الشاعرة سامية خليفة – لبنان
منْ يُخبرني عن ذاكرةٍ تاهت
ْسرقتْ معها صورَ الزّمنِ الماضي؟
منْ يخبرني
عن أحلامٍ دكّتْ آخر قصرٍ
تركتْ غولاً يجترّ جيفَ الرّغباتِ؟
منْ يخبرُني..عن ندوبٍ أحصيْتُها
كانَ آخرها ندبة لي
كانت جرحاً في صميمِ القلب؟
من يخبرُني.. عن وطنٍ لم ينتظرْ
صلاة استسقاءٍ لم يحتجْ لها
فأرضه ارتوتْ بدماء الشّهداءِ؟
منْ يخبرني..عن دمعةِ طفلٍ شريدٍ
كبرَتْ صارت ذاك اليمّ
ثمّ كبرت فأمستْ ذاك المحيط؟
من يخبرني..؟ عن زاوية
في زوايا هذا العالمِ
لا تقبعُ فيها عتمةٌ
من يخبرني كيف للصمتٍ المبحوح الأوداجِ
أن يتحوّل إلى صرخة
أن يشقّ بسيفهِ المسنونِ كلّ غربة
منْ يخبرني عن طغاةٍ
عاثوا في الأرضِ فسادا
وفي غفلةٍ عن ناسكٍ متعبّد
زرعوا النّارَ
لا تخبروني….
انا من سأخبركم
هيا اهتكوا ليلَ الظّلمِ
وارفعوا الظّلامَ
فالمرءّ الحرَّ لا بد
أن يسلَّ من العتمةِ نورا
مهما الطّاغية جارَ
مهما طغى
الثّائر سيظلُّ الأقوى