بلفور المشؤوم / الشاعر عبد القادر مراعبة
البسيط
(الجو العام للقصيدة :
في ذكرى وعد بلفور ٢/ ١١ / ١٩١٧م، ذلك الوعد
الذي أعطى فيه من لا يملك من لا يستحق، وما زال أهل
الأرض في أصقاع الشتات يعانون آثار الوعد المشؤوم،
ولكن ستبقى الأرض تنتظر حق العودة المقدس).
وعدٌ يعودُ وأهْـلُ الأرضِ مـا عادوا
ضِـعنا وضـاعتْ مَعَ الأحـلامِ أعيادُ
(بِلفورُ) أَصدرَ وعداً قَضَّ مضْجَعَنا
أعطى حُقوقاً لها في الشّرعِ أَسْيادُ
أوفـى بعهـدٍ لقـــومٍ ضَـــلَّ مركَبُهُم
تاهُوا ، فظـــنّوا بأنَّ القُدسَ ميـعادُ
هٰـــذا لعَـمري صَـنيعٌ ليــسَ يفعــلُهُ
إلاّ حَـــقودٌ لـــهُ فــي المكــرِ أجدادُ
فكيـفَ يُهــدي ديـاراً ليـسَ يملِــكُها
أرضـاً عليها مـنَ الرّحــمنِ أَشـــهادُ؟!
فيــها تعـالــتْ رسـالاتٌ لـَـها عِظَـــمٌ
للخيـــرِ فيهـا مـــعَ الإيمــانِ ميــلادُ
عيسـى حَــباها جــلالاً يَـومَ مَـولـدِهِ
والنّــخلُ يشــهدُ والزيتــونُ والـــزّادُ
والمهـدُ والعهــدُ والأنصــارُ تَـذكُرهــا
وكلُّ مـَــــنْ هُــمْ لبيـتِ اللـهِ أجْـــنادُ
والذِّكـــرُ يَحفــظُ ذِكراهـــا بمعـجـزةٍ
إسـراءِ عبــدٍ لـهُ فـي الوصـفِ أبعــادُ
كيــفَ التّجــنّي عَــلى أرضٍ مقدّسـةٍ
غــذّى ثراهــا مـــدى الأزمــانِ زُهّــادُ؟!
ياناشِــزَ الوَعــدِ مَهمـا طــالَ مَوعِدُنا
اعْــلـمْ بـأنّــــا لِأهْــل الإفـــــكِ أنـدادُ
فَالأرضُ تَبقــى ولا أحــداثَ تقلــــبُها
والنّــاسُ تفنـى ، وللأجــدادِ أحــــفادُ
والحَــقُّ يعـلو ، ولا أرجـاسَ تنــــزلـُهُ
نـــورٌُ ، جلــيٌّ ، وفــي العَـلياءِ وَقّـــادُ
لا بُـــدَّ يَـــوماً يَـــدُ الأجْــيالِ تُرجـعُهُ
حــرّاً كريــماً ويعـــلو الأرضَ إســـعادُ