ليلٌ وقريضٌ
(على أصعب بحور الشعر: البحر الطويل)
شعر: هاني زريفة
إذا جنَّ ليلي سامرتني قصائدي
وصغتُ نجوماً نُضِّدَتْ في قلائدِ
أحومُ على سُرجٍ صُليتُ لهيبها
وأهتاجُ طيراً عالقاً بالمصائدِ
وأمضي بليلٍ لا أرومُ أفولَهُ
وأطوي شِعاباً لستُ منها بعائدِ
فيوهبني ليلي عروسَ قريضِهِ
وشيطانَ شِعرٍ يا لهُ من مكابدِ
فأروي شِفاهاً ظامئاتٍ لخَمرِها
وألقي بشَهْدٍ سائغٍ في الموائدِ
وكنتُ كرهتُ الصَّيدَ منذُ حداثتي
وما كنتُ يوماً غيرَ شِعرٍ بصائدِ
فأصطادُ من بحرِ القوافي عيونَها
وأستلُّ من وجهِ المنير فرائدي
كأنَّ الليالي أورثتني مدادها
فطوَّعتُ منها كلَّ حَرفٍ معاندِ
فَهَلَّتْ بأحلامِ النُّجومِ طَليقةً
وناحتْ بشوقِ السَّاجعاتِ العَوائدِ
وهامتْ بنجوى العاشقينَ وبوحِهِمْ
وماجتْ بعزْمِ المستجدِّ المجاهدِ
وتاهتْ بدُرِّ المستنيرِ المُجَرِّبِ
وفاحتْ بتقوى عاكفٍ في المساجدِ
فإنْ طالَ شوقي طال سَجعُ حمائمي
وإنْ طالَ ليلي لستُ فيهِ بزاهدِ