تموتُ القصيدة.. وقصائد أخرى / د. الشاعر تركي عامر
(١)
لِعَينَيْكِ أحْلَى كَلامٍ،
يُؤَلِّفُ قَلْبي سَعيدَا.
أغِيبُ عَنِ الوَعْي سُكْرًا
بِسِحْرٍ أتاني فَريدَا.
أرَتِّبُ فَوْضَى مَنامي،
كَأنِّي أعيشُكِ حُلْمًا بَعيدَا.
أعُودُ من الحُلْمِ حيًّا،
وَفي شَفتَيَّ تَمُوتُ القَصيدَةْ.
(٢)
لسْتَ تدري أوَّلَكْ،
ليتَ لي ما ليسَ لَكْ:
أوَّلُوا آخرَةً، لكنّهُمْ ما
قدَّمُوا مَنْ أوَّلَكْ.
(٣)
سألْتُ. فقالَتْ سَريعًا:
حَياتُكَ يا ابْنَ الحَياةْ،
وحُبُّكَ أيضًا.. وحَرْبُكَ طَبْعًا..
وحِزْبُكَ.. حُزْنُكَ.. والكَلِماتْ،
وهٰذي القُشورُ جَميعًا..
إلى سَلّةِ المُهْمَلاتْ.
(٤)
ويسألُ: هلْ من جَديدٍ؟
أريدُ جديدًا. أحبُّ الجديدَا.
غَضِبْتُ: أبوكَ كثيرٌ،
وأمُّكَ ظَلَّتْ وَحيدَةْ.
(٥)
لا يُحْزِنُنِي مَوْتُ الشُّعَراءْ.
ما يُحْزِنُنِي: أنْ يُقْتَلَ عُصْفُورٌ،
في عاصِمَةٍ تَبْكِي مَوْتَ الشُّعَراءْ.
(٦)
نَهَرَتْني مُراسِلَةٌ
لشُؤُونِ الصَّدَى:
لا تَضَعْ عَلَمَيْنِ على
قمّةٍ واحِدَةْ!
(٧)
نشرةُ الطّقْسِ هٰذا المَساءْ:
غارَتِ الشّمسُ حتّى البُكاءْ.
والمذيعُ تلعثمَ: مِنْ حنطةٍ،
تطحنُ القلبَ صيفًا شتاءْ.
(٨)
أنْشَدَتْنِي بِصَوْتٍ عَمِيقْ:
إنَّ هٰذا الطَّرِيقْ
مُوغِلٌ في الوُضُوحِ كَثيرًا
ولٰكِنَّهُ يا رَفِيقْ،
مُوحِلٌ والشِّتاءُ طَوِيلٌ،
وليسَ لَدَيَّ حِذاءٌ يَلِيقْ.
(٩)
وأخيرًا عرفْتُ السّبَبْ.
غيرَ أنَّ العجَبْ،
لم يغادرْ ولو نازلًا
عندَ رغبةِ هذا التّعَبْ.
(١٠)
يا أهْلَ البَيْتْ!
في بَيْتِيَ قَمْحٌ مُصْفَرٌّ.
وَهُناكَ الزَّيْتْ،
لا يَبْغِي إلّا نارًا جائِعَةً
مِنْ صُنْعِ البَيْتْ.
♡
تركي عامر
ديسمبر ٢٠١٠ - ديسمبر ٢٠١٩