(أمي و فلسطين ) / الشاعرة الجزائرية جميلة بن حميدة
أمي تقطف الزيتون
وتعجن خبزا طريا
تطعمني أنا و إخوتي
تسقيني بزيت الزيتون المستخلص من ثمار الأشجار التي قاومت الإحتلال لقرون وأمام همجيته صمدت .
أمي الفلسطينية لم تلدني طفلا
بل أنجبتني بطلا
و في مهدي رجلا
أرضعتني حليبا
من صدر شجرة الزيتون
وربتني بحجرها
وغطتني بلحاف من اوراقها
كبرت و على حب الأرض ترعرت
وبدمي حبها يسري .
حاربني بنو صهيون
وأنا منذ نعومة اظافري
أرميهم بالحجارة
و كانت لهم اشد الطعنات
اقتلعو زيتونتي
هدموا بيتي
داسوا على خبزتي
قتلوا أبي بالرصاصات
وتركوا أمي ثكلى تصارع الآهات
ثرت وقلبي
يحترق على ممتلكاتي
قاومت وصمدت
لأحافظ على معتقداتي
حين قطعو جذوري لم أمت
بل تكاثرتُ وتوغلتُ في الأرض
وصرت اكثر ثبات
إنني لهم بالمرصاد
إعتقلوني وزجوني
بالسجون والمعتقلات
أعدموني و رموني تحت الثرى
طارت روحي إلى علياء السماء
وبالتراب تركت رفاتي
تعطرت الارض برائحتي
ونبتت منها ملايين الشجيرات
أزهر موضع جثماني
وكان مهدا جديدا
لصغار الأمهات
لاتظنواة أن فلسطين تنتهي
بل من جثامين أبنائها
تخلق من جديد
وتعاد بها دورة الحياة
من موتاها يخلق
ابطال وبطلات
فلسطين تبقى شامخة
حتى قيامة الصراط
و أفول نور
الشموس والنجمات
و ينطوي على الأرض
عرش السموات
هذه أنا جميلة الجزائرية أتنفس هواء القدس وأكتب عنها بدم قلبي وأتمنى ياااارب أن تطأ رجلي تراب فلسطين أرض المقدسات.
الجزائرية جميلة بن حميدة