(شفق الحرية ) / الشاعرة الجزائرية جميلة بن حميدة
سنراك مضيئا بالغد القادم
من سناك يشع الأفق العاتم
تنير الليالي الحالكات
من بعد الغشاوات
تتجاوز الصحاري
والجبال الشامخات
تعلو أمواجا
هادرة بكل الإتجاهات
وعلى صفيح ساخن
تهتك خناجر مسمومة
دُسَّتْ تحت الوسادات
نسمعك تتلو آيات الحرية
وتصدح بأرض الفلاة
سنرى نضارة العراجين
بأشجار النخيل الباسقات
يطفو زبد الموج
يطفئ ألسنة النار الماردة
بالنجوم الراجمات
ويزجها بمحور محو السيئات
وتكتسي سنابل الحقول
حلة ذهبية شقراء
تتعالى فيها ابتهالاتنا
وتمتزج قصائدنا
مع أسطورة مفدي زكريا
وقداسة العروبة
للأمير عبد القادر
ونزرع بذور العلم
ببيادر الشيخ إبن باديس
لاشقاق بعد اليوم
لا نهيق ولا عويل الذئاب
لا أباليس تحمل
معاولا لحفر القبور
وهدم أشجارالنخيل والليمون
لا لدهس االصحاري والحقول
سنراك تقص
أظافر ماردي السنين
بالوادي العقيم
سنراك حالم الرؤى تصقل العقول
وحينها تعانق الجبال النجوم
ويتهاطل نور الحروف
لينجب أشعارا وروايات
يصنع آفاقا من الخيرات
وعرشا من الزمرد والياقوت
سنراك سراجا للقصائد
تتناثر بمخدع النور
ترقص فوق الغيوم الحبلى
فتهطل شلالات المطر
مطر ... مطر ... مطر
ويتفجر الماء من الصخر
تغتسل الأرض من الرماد
ونشم رائحة الطين
وشذى الزهر
ويلوح لنا رأس القصيدة
بقناديل الضياء والنور
لتزول زوابع الزمن
فالحرية كعبة الشعوب
ومزار قلوب العذارى
ومطاف لدحر زيف الأفكار
فالحرية منذ الأزل تلوح
براية من نور على نور
الجزائرية جميلة بن حميدة