《بلقيس واليمن 》/ الشاعرة الجزائرية جميلة بن حميدة
أتاني هدهد سليمان
بالخبر اليقين وقال
أمك اليمن مر عليها الزمن
وشق صدرها أبناء الوطن
أحرقوا التلال والوديان
هدموا القرى وكل المدن
عاث فيها الخراب
وأهلكها الشجن
كل ما فيك يبكي يا عدن
منهم من باع الذمم
يتنفس هواءها وفي أهلها يلعن
كيف أصبح اليمني يحمل
الخنجر وبأخيه يطعن
يثأر للغريب و هو ضحية الفتن
يترك الدم يسيل كالماء من المزن
ارتوى بالدماء كل شبر من الوطن
حتى صارت الغيوم تصرم المطر
تعلن الحداد وتلبس سواد الحزن
مابالكم يامعشر العرب
يامهد امرؤ القيس
فارس القوافي و النظم
ولاننسى المغوار سيف بن ذي يزن
كنتم رمزا للشهامة والاخوة
بين العشائر والأمم
أنتم من أبهرتم الشعوب منذ الأزل
حتى الساعة
التاريخ يحكي عنكم للعرب والعجم
أمي اليمن هيا حركي جناحيك
وأنفضي عنك الاوغاد وبؤر العفن
انفثي بالسماء قويا
لينجلي هباب الرصاص و والهواء المدخن
شبعنا أمواتا وبياض الكفن
أماه كفاكِ شقاءً و حزنا
فقد طغى البياض على سواد المقل
أماه اليمن ... احضني أبناءك الأحرار
وعززيهم بالحنان والأمن
أحضنيني أماه
فقد فاض الكيل كيلين
واحترقت الروح وكانني لم أدفن
أتيتك من غابر السنين
ومن أساطير الأولين
ذكر مقامي بالقرآن عند أكرم النبئين
وكان عرش سبأ من السباقين
لتتلى به
( إِنَّهُ مِن سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ)
ثم حملني جيش من الجان
وبنوا عرشي من قوارير في رفة عين
حينها سجدت لله
واصبحت لعظمته من المهتدين
فأنا بلقيس ملكة عرش سبأ العظيم
مرت سنين وسنين وظننت أني من الآفلين
فأيقظتني شاعرة الأوطان
جميلة إبنة الجزائريين
لندع الله أن ينزل الأمن بالبلاد
و يحل السلام بين العباد
وتعود الفرحة للأمهات والأولاد
وتنفك الأغلال وتتحطم الأوتاد
ومن رحم التراب ينبت الشجر والزهر والعناب
ويزأر اليمني بالمحافل وأمام الأسياد
رحلتي انتهت واختفت بلقيس مع أول شعاع الغسق
عدت انا إلى موطني الجزائر وبحقيبتي تذكرة سفر إلى وطن عربي آخر لن أفصح عنه الآن.
لكن سأحكي لكم عنه وعن معالمه وبطولاته من عصر سالف الاجداد وماضي الزمان
كما كنت اليوم معكم من موطن النخوة العربية و منبع حروف الضاد ، أرض اليمن .
الجزائرية جميلة بن حميدة