ظهر المِجَنِّ ..
يحاصرني ويشــكوني لأنـّي
أُغـالب دمعتـي وتفــــرُ مني
ويَحملني إلـى دنيـــاه حلمــا
وكلـي يشــتهيه بغيـــر إذن
فأحضن طيفـه لو مرَّ ســهواً
وتجــري نحـوه جُمَل التَّمني
وأطلقني فَراشــا كي يــراني
وأمـلأُ كاسـه من خـمـر دنّي
وأسـمعه يُـدنـدن في الحنايـا
اذا انتثـر المَسـا بيني وبيني
ويحملني فَـَراش الحُلم طيفـاً
يُحلــق في مــدارات التَّغنـي
فأشــعلها الشموع بكل ركـن ٍ
وأرجــو الليلَ أن يدنيـه مني
أُطارحه الغــرام بكل شــوقٍ
وأغفــو فوق صورته أُغني
فتسكر أحرفي وتذوب شوقاً
وأســمعه يقـول إليـــكِ عنّي
أعاتبــه وفي نَجواي أشــكو
جحــودا لا يمـرُّ بحسـن ظنِّ
وتُضحكني مرارةُ ما أعـاني
فكــم قدمتُ يــا ظهـرَ المِجن
وكـم كنتُ انهمـاراً دون قيـد
وكنتَ الصــدَّ موجاً من تجنّ
وكـمْ حـاولتُ أن أبنيك قصراً
فصغتَ الدَّرب من حدِّ المِسَنِّ
وكم جمَعَت كراريسي حديثـا
للقيــا كنـت أرســمها بظنّـي
وكــم بعثرْتَهـا وقتلـتَ فيهــا
بــإهمــالٍ أريجــا كــان مني
***
يمــرُّ الليل محترقــاً بـدمعي
وصمتُ الآه ملتحفــاً بحـزن
ولا تغفـو العيـون وكل نجـم ٍ
يُحملق بي,على جرف كأنّي
يدورُ الوقتُ والأفكارُ حمقى
وثـوبُ الليــل مسـكونٌ بجِـنِّ
يـُـلاحقني , أراه بــكل لــونٍ
على المــرآة يهدمني ويبني
فكـيـف أكون باللقيـــا فــؤاداً
غـدا بالشـك في صمت وأنِّ؟
وكيف أعيـش في قفصٍ حبيساً
ووسـواس الخيانة لـم يخنّي؟