غيروا وجه التاريخ
لما الملامة والعتب يا وطني
إنهم لا يعترفون بعروبتك
والإنتماء لأرضك
وقداستك وأقصاك
كل يوم وكل لحظة
يزرعون بدل الياسمين
والتين والزيتون
قنبلة موقوتة ولغما
ويموهون الدبابات
والرشاشات بالأقنعة
والأيدي الخسيسة
بين ظلال أشجارك وطهرك
يا وطني لم تعد عروبتك
وأبناء جلدتك
يهتمون لما يجري
من ظلم وقسوة
على ثراك المروي
بدماء شهدائك
كل يوم سماءك تمطر
فوق رؤوسنا جماجم
من أطفال الحجارة
وتعصف بنا رياح السموم
لأبعد مدى
وكأن المساء وتراتيله
والفجر بطهره
لا يهمنا في شيء يذكر ..
أه يا زيتون الصمود يا ظل الشرفاء
لا نستغرب سرقتهم لنور فجرك
وضياء المرابطات
وتمزيق كل شريان
يضخ الطهر والنقاء لثراك
لا نستغرب أي شيء
لقد غيروا وجه التاريخ
ونهبوا الحضارة والتراث
وهودوا الأسماء والأماكن
وبات كل شيء دون ملامح
ولا تفاصيل واضحة
تذكرنا بأجدادنا الميامين
اقترب مني قليلا يا وطني
سأهمس في أذنك
أننا نحنّ ونشتاق لطهرك وثراك
ونشتاق الى حكايا المساء
التي ترويها الجدات والأجداد
إنها معطرة بمسك الشهداء
نشتاق إلى نظرة الجدات وملامحها
الملونة بلون الزعتر البري والإقحوان
وإلى أناشيد الصباح والكناري والفلاح
نشتاق بشوق الى ضحكة الأمهات
والجدات المزهرة
أيام الحصاد بلون البياض والنقاء
نشتاق الى أن نطرز طرحة الأفراح
بلون االفراشات والمساءات المقمرة
آه يا وطني الطاهر
باتت أحلامنا مستعربة ومهودة
وليس لها ملامح فلسطينية
ومرايا أشواقنا والحنين في قلوبنا
مكسرة مهشمة كمرايا عدم الصبر
تعكس كل أحلامنا وآمالنا
بعكس واقعنا المر
لتكون حزينة تعيسة
ملونة بغصةأعماقنا
وتجعلها متناثرة
مبعثرة في كل الأرجاء
لا أخفيك يا وطني فالأرض
باتت تصرخ صرخات مبحوحة
وتناجي كل عربي وغربي
يؤمن بقضيتنا العادلة
وتعتذر لأطفالنا الرضع
وشيوخنا الركع
وتنهر أشباه الرجال
وتنعتهم بأقبح الألقاب
إلى متى سيبقى أشباه
الرجال كالخشب
وأعمدةالحديد مسندة دون
حراك ودون ضمائر
فالضمائر باتت معدومة
والإنسانية معدمة
وجميعها دفنت بفن واتقان
في مقبرة الضمائر الميتة المتعفنة ..
الشاعرة والفنانة التشكيلية
د .سرى محمد الرفاعي
سوسنة بنت المهجر