قصيدة مواطن بلا وطن / للمرحوم الشاعر عبد الله البردوني
مواطن بلا وطن
لأنّه من اليمن
تباع أرض شعبه
وتشترى بلا ثمن
يبكي إذا سألته
من أين أنت ؟.. أنت من ؟
لأنّه من لا هنا
أو من مزائد العلن
مواطن كان حماه
من (قبا) إلى (عدن)
واليوم لم تعد له
مزارع ولا سكن
ولا ظلال حائط
ولا بقايا من فنن
بلاده سطر على
كتاب : (عبرة الزّمن)
رواية عن (أسعد)
أسطورة عن (ذي يزن)
حكاية عن هدهد
كان عميلا مؤتمن
وعن ملوك إستبوا
أو سبأوا مليون دن
الملك كان ملكهم
سواه (قعب من لبن)
واليوم طفل حمير
بلا أب بلا صبا
بلا مدينة … بلا
مخابىء … بلا ربى
يغزوه ألف هدهد
وتنثي بلا نبا
يكفيه أن أمه
(ريّا) وجده (سبا)
وأنّ عمّ خاله
كان يزين (يحصبا)
وأنّ خال عمه
كان يقود (أرحبا)
كانوا يضيئون الدّجى
ويعيدون الكوكبا
يدرون ما شادوا … ولا
يدرون ماذا خرّبا
يبنون للفار العلى
ويزرعون للدنيا
يا ناسج (الإكليل) قل :
تلك الجباه من غبا
أو سمّها كواكبا
تمنعت أن تغربا
فهل لها ذرية
من الشموخ والإبا ؟
اليوم أرض (مأرب)
كأمها موجهه
يقودها كأمها
فار … وسوط (أبرهو)
فما أمرّ أمسها
ويومها ما أشبهه
تبيع لون وجهها
للأوجه المموّهه
(تموز) في عيونها
كالعانس المولّهه
والشمس في جبينها
كاللّوحة المشوّهه
فيا (سهيل ) هل ترى
أسئلة مدلّهه ؟
متى يفيق ها هنا
شعب يعي تنبّهه ؟
وقبل أن يرنو إلى
شيء يرى ما أتفهه …
فينتفي تحت الضّحى
وجوهه المنزذهه
يمضي وينسى خلفه
عاداته المسفّهه
يفى بكلّ ذرّة
من أرضه المؤلّهه
هنا يحسّ أنه
مواطن له وطن