( الى الباشا سلطان ) / للمرحوم الشاعر نزيه خير
لا هندُ تبكيني ولا أسماءُ
فالخالدونَ بموتهم أحياءُ
تمشي تميمُ وخيلُها معصوبةٌ
وعزاؤها أن غادرَ الشعراءُ
تمشي وقد بانَ الخليطُ وشمَّلوا
وبكت سُعادُ .ز وأجهشت علياءُ
يا شامُ , إن عزَّ الرحيلُ فساعةٌ
تأتي .. ويولدُ سادةٌ نجباءُ
ما شرَّعوا سيفاً لنصرةِ أهلهم
إلا وجرَّبَ حدَّهُ الدُّخلاءُ
سلطان يا شيخ الرجالِ وعزمِهم
أينَ الملوكُ تراكَ والأمراءُ
ألقاكَ في الحَرَمون ساعةَ حُزنِهِ
والشامُ يطرقُ بابَها الشُّرفاءُ
ألقاكَ والدُّنيا تقولُ بما بها
ماذا تقولُ لأهلها الأبناءُ
يا أخت هندٍ أينَ بارقةُ القنا
والداخلونَ عليكِ .. والغُرباءُ
مروا ضباباً حينَ علَّمَكِ الألى
أنَّ البلادَ حُماتُها الشُّهداءُ
إن كنتُ يا سلطان أسألُ خاطري
فلأنَّ أعراسَ الرجالِ بكاءُ
ولأنَّ في جبلِ الرجولةِ مأتماً
هو مولدٌ .. تزهو بهِ الآباءُ
هو مولدٌ من رحمِ أُمِّ موحِدٍ
في أيِّ أرضٍ أهلُها شُركاءُ
خيلٌ أطلَّت من مشارفِ مجدلٍ
ترخي العِنانَ .. فأمها الشهباءُ
والدارُ فارسُها أميَّة والمدى
تحميهِ أرضٌ حرَّةٌ .ز وسماءُ
شاميةٌ أُمُّ الرجالِ وعِشقها
خمرٌ تَطيبُ .. ونشوةٌ وشفاءُ
وتَطيّبت من عطرِِ هندٍ أُمَّةٌ
وصحت قلوبٌ .. وانتشت أجواءُ
أنا عاشقٌ يا أهلُ ملئ صبابتي
وبي الجليلُ الغضُّ والأنداءُ
وبي الحنينُ وصَبوةٌ قَبَليَّةٌ
ورؤى تشعُّ .. ونخوةٌ ووفاءُ
هي فخرُ أنسابِ العروبةِ مذ مشت
صوبَ الشمالِ قبائلٌ عصماءُ
فاحضنْ ترابَكَ يحتضنُكَ بقاؤهُ
مهرُ الكرامةِ أدمعٌ ودماءُ
سلطانُ يا شيخ الرجالِ وعزمهم
أينَ الملوكُ تراكَ والأمراءُ
القاكَ والدنيا تقولُ بما بها
والشَّامُ يطرقُ بابَها الشُّرفاءُ ......