اين أنتم..../ د. سالم المشني
تكلمت كثيرا وكم قلت لنفسي بأنك يا نفس ثرثارة ...!
كم ناديت بأعلى صوتي فلم تلج كلماتي أُذنكم الصماء...!
ها هم يهاجمون ويقتحمون ويقتلون وأنتم في حاناتكم فاكهين...!
أيها القوم الوضيع؟
إنكم أثبتم للعالم بأنكم تلبسون ثياب العقلاء وأنتم المنافقون ....!
تقولون صبراً إننا قادمون وأراكم للوراء متهاتفون
، وما تستولون عليه إلا هو عليكم إثم وعذاب أليم ...
تقولون هو من حقكم وتعلمون أنكم أنتم
من سلب غيره وأصبحتم بغنائمك فاكهين....!
تقولون أنعم الله علينا وأنتم تعلمون براءة الله من الكافرين...
ليتكم تفهمون قولي وتعقلون
وهل لكلماتي هذه أثر في مسامع من لا يبصرون....!
تلهون مع الغواني في الليالي وتضحكون وأنتم لا تعلمون
ستدور الأيام بعد كل هذا اللهو
وتصبحوا على لهوكم هذا نادمون....!
لقد إقتربت ساعتكم فأنتم اليوم تتصاغرون
والأيام تأتي وتنذركم وأنا من المنتظرين...!
سأنتظر الساعة التي تدق أجراس النهاية
لكل من كان ذو سلطان ونفوذ لئيم....!
لسوف لا يكون هناك وقت لتصفر الأعشاب
وتصبح هشيما وتنثرها الرياح
دون رجعة لربيع سندس على الأديم....!
لكنني أرى أنها بذرت بذورا قبل موتها
وهذا مما يجعل الأمر يقينا لنبتة
أصلها أسود وفرعها مبهج للناظرين...
كم كان هناك ظَلمة يتجبرون وأنبت الله
من صُلبهم نسلا سيماهم الخير ولا يفترون ...
لا أقول إلا حقا ولا أريد أجرا
ولا كنت يوما أفاقا ولا لئيم...
إنما قولي لكل من كان يسود الناس
بأن يعلم أن لكل عام له أمر وله مُعين...
فالله خلق الخلق كي يؤتيهم من كل شيء
لهم فيه خير ولهم فيه أجر عظيم...
فأين العظماء والمثقفين وأين كل من قال أنا من المفكرين
الهاتفين لنصرة شهداء لقو ربهم في جنين....؟
هم الأولون وهم الأسبقون فيا ليت قومي يعلمون....
إضراب.... نعم إضراب.....!
أقفلنا المتاجر والدكاكين ولطمنا
على وجوهنا كالنساء عندما يموت المناضلين
وبعد يوم أصبحنا كأن شيئا لم يكون.....
أهكذا نحن أبناء جرهم وقحطان وعدنان نكون....!
خَسِأت نساؤنا أن تلد علوجا خائبين....!
لا ورب الكون لن نكون هكذا بل نحن قوم خُلِقنا جبارين...
لن نكون مثلما حَلُمَ الأعداء ظبيانا
بل نحن أُسْد ولو كان بيننا متخاذلون....!
أماه لا تبكي فوالله لن نكون أولاد زٍنا ونعلم أنك أُمٌ مصون....
أرضعت شبلا يانعا سيكبر وتكون زأرته زلزال مستعمر ضعين.....
أماه ها نحن نسمع ونرى ونسمع قول كل هحين...
لكننا سنبقى أُسس الحياة ومنبت جيل سينبت ويروي ثرى فلسطين....
سنرويها بدم أحمر لا يشوبه الشك وبعدها
تثمر زهرات جيل ينمو من الصخر
ولو كان الماء شُحا فسنحيا سنحيا أماه بقليل
من رضاك ورضى خالق السموات والسبع الأراضين....
أماه أنت الآن عند الله ساجدة فادعي لنا لنكون للأعداء ندا صامدين....
تالله يا أماه ما جرى في بلادنا هو إختبار لعقول العالمين..
تالله ياأُمي أعلم ما بك ..
تسبحين ربك دوما وتدعين على الظالمين ...
أماه لا تبكي على ما جرى في جنين وفي فلسطين ...
فالله غالب على أمره ولو بعد حين...
ألم تسمعي قوله إنه سميع عليم....
ألم يقولون إن الله لا يهمل لكنه يأجلهم لأجل معلوم ...
فارتاحٍ يا أمي فإن لكل أجل وقت معلوم......