همسات ليل داج / د. سالم المشني
لقد إتخذت حَظَري من إنسان عاش وحيدا في عزلة لأنه
ما نسي ظلم من كان له سيد في أحد الأيام...!
لكنه لن يبادل من كان سبب مأساته فيبادره بنفس الإسائة....
فأنا أعتقد أن كل شخص إنفرد بذاته ما هو إلا بئر عميقة ليس لها قرار
، فمن شاء أن يُلقي حجره بذاك البئر فلن يجد صدى صوت ولا يسمع شيئا من ما رمى....!
فأنا أقول حذاري من أن تكون من الذين إنتهكوا حُرمته
لأنه النذير وهو الديك الصائح في كل فجر كي يُفيق من كانت له أُذنٌ صماء...!
ألحقُّ أنني أعلم ما بنفوسكم وطموحكم الهوجاء....!
لكنني أقولها وبكل وضوح أنكم أصحاب عقول وسوست لها شياطينكم بأنكم أنتم النبلاء...
لقد مضى زمن خطب فيه العظماء وإن إنقضى عصرهم فهم لا يزالون
عظماء إنما وبكل صراحة أنا أشبهكم بأشباه العظماء..... أعتذر لأن عصر العظماء إنتهى......!
كان العظماء عندما يتكلمون ....صمت الجميع....
إنما من يدّعون العظمة الآن.؟...
مثلهم كمثل رجل سولت له نفسه أنه عظيم سارع للمراة
كي يرى نفسه فوجد صورة جارٍ له أعظم فكرا وأعظم قدرا....!
ومع كل هذا سولت نفسه له بأن الذي رآه في المرآة هو وليس جاره....!
ذلك يعود لتعاويذ قُرناء السوء الذين يطوفون حوله وكأنه الولي الأمين،
هكذا صُوِّر له بأنه لا مثيل له في عالمه الذي هو كائن حيٌّ فيه....!
لقد رأى نفسه كمشكاة مضيئة تُضيء ما حولها
وكل العوام عبيدا له ويا له من حلم في سباة عقيم....!
هذه هي حقيقة من كان يقول أنا وهو لا وجود له...
وهذه هي خُلاصة من كانت أيامه في رهف ورقص ظن أنه باقٍ ولن يزول.....
كتبت لكم إخوتي القٌُراء ما عشته وعاينته
في بلاد المشرق والمغرب فهل أنتم مصدقون......؟