أنا وحياتي....! / سالم المشني
إن حياتنا كماء طاهر نظيف ولا يُعَكِرُ طهارته إلا إذا شرب منه مُتَحول رديء....!
لقد ضِقت ذَرعا من هؤلاء الشُّذاذ المتحولون ....!
فهم كمن وضع قطرة سُمٍّ في بئر ينبع من أعماق الأرض لِتُروى
به كل من كانت له حياة على هذه البسيطة ..
لقد حاول هؤلاء المتحولون أن يُظهِروا أنفسهم بأنهم هم الأرقى ولكن إذا نظر
أحدهم في المرآة وجد شيءا ليس كمثله ومع ذلك يُقْنِعَ نفسه بأنه أفضل بكثير
من جاره الذي إتخذ لنفسه صومعة ليتدارك ما بقي له من هذه الأيام أقصد
ما بقي له من أيام فوق الأرض ليذكر ربه في الضحى والعِشِّيْ ...
أي أيها القوم...
إن مثل هؤلاء هم قوم متحولون سترفضهم النيران كي لا تتأثر بنجاستهم
فتصبح بعد ذلك لا تأثير لها وهذا يعود لشِدَّة ما هم فيهم
من بُرود أخلاق وقلة رجولة ....!
إن مَثل هؤلاء القوم إن صح التعبير كمثل الذي هربت منه روحه
كي لا تُتَّهم من ريحهم القذرة وتتبرأ منهم .....!
أي إخوتي....
يا من كنتم لي عونا في بناء صرح من سبقوكم أصحاب الحكمة والفضيلة...
غادرتم الحياة وتركتموني أصارع ممن يدعون انهم هم الأرقى وهم المخنثون
تركتموني وحيدا أُقاسي ...
حِرت في أمري فأصبحت أبحث عن رفاق لي كانوا كمثلي وأصبحو ذكرى
فلن أجدهم إلا في ليلةٍ تصدع فيها النجوم وقمرها ينير كل
من أطرق الرأس وكان من المفكرين....!
تركتموني وحيدا بين هؤلاء الذين لا يتهامسون إلا في أزقة مظلمة...!
را ودتني نفسي أن أسير في وضح النهار كي أهتدي لسبيلي لكنني إهتديت
عندما كان الليل أحلك فعلمت أن الفضيلة لا تظهر في النهار
وتظر في ليل حالك كي لا ترجمها الكلاب بالنباح.....!
سالم المشني من بقاع أرض الله الواسعة....