أنا وحياتي والأيام...؟ / د. سالم المشني
كنت غريبا في بلدي ! وكانت الدنيا كأنها إسطدافتني كوني
حللت عليها كضيف لا يطول به المقام هل كنت يوما غريبا حقا؟
هل كانت آذان هؤلاء الناس صماء فلا يسمعون إلا بأعينهم العمياء ...
لعل هؤلاء القوم لا يفقهون قولي ولا يسمعون إلا بمن كانت كلماته
يطوف حولها الذباب لكثرة ما فيها من حلاوة النفاق والتألق والرياء...!
لقد وضعت هدفا لنفسي بأن لا أكون بين هذا القطيع
الذي لا يعرف إلا التسلق على أكتاف الآخرين ....!
إنني راحل لا محالة وسأبحث عن أصحاب الوفاء المخلصين...
إنني لن أعود من غربتي هذه ولو قال
لي الجمع قد ذهب النفاق وأتت ساعة المغردين...
هيهات هيهات أن يعود عصر العظماء
بعد رحيلهم فأنا من بعد رحيلهم لن أقيم...
عصرهم هؤلاء وأيامهم هذه هرتقة وظلم مبين...
لقد تقاربت الأزمان وأصبح المرء الصحيح فيها سقيم...
لقد فُنِيَ الإنسان وأصبح شبه كائن عقيم....
كانت الدنيا مُضاءة بنور الحب بين كل المحبين
الذين أناروا ما حولهم من صوب وفي كل حين....
لقد كان الإنسان إنسانا قبل أن تغلب الغشاوة على العيون
وأصبح النور ضبابا بعين كل من تاق لرؤيته فهو اليوم قظيم....!
لقد كان النور يُظهر كل شائبة لتظهر للناظرين...
أما في أيامنا هذه أصبحت الأيام كأنها كليل داج
ظلماته تمطر طوز صحراء أصابها ريح صرصار لئيم...
وأضرب لكم إخوتي مثلا....؟
كعجوز أحب فتاة في الربيع من عمرها وأصبح بحبها
غير مستقيم فبادلته الحب على إستحياء وهي تعلم أن قلبها مع غيره له رنين ...
هو كان يعلم بأنها تراوده بين حين وحين لكنه أدرك
بعد مُضيَّ أيام انه كان في حلم يقظة واستفاق وأصبح قظيم....
انا أقول لكم لم الرحيل ؟
لم أجد يوما من يقول إبقَ
ولم أجد من قال لما الرحيل
سأرحل من بلاد بعتموها وسأجد وطن لم يبيعها المطبعون
سأعود وبيدي سيف المنارة لطتهير ارض دنستموها
لكي تكسبو الأموال وانتم صاغرون...
لن اعود مهما دعوتموني أيها المتاجرون
سأعود عندما تصبح الأرض عذراء وكأنها خُلقت الآن وأنتم لستم بها ساكنون...
بعدها يبدء النور بشعاعه ينير ظلمات من ظلموا أنفسهم
ولا ينفعهم ندمهم بعد ظلمهم ولو توسلوا
ولو أحنوا رقابهم لسيف العدالة ولو أصبحوا نادمين.......!