تأملات.... / الكاتب سالم المشني
منذ نعومة أظافري وأنا أبحث عن الحقيقة فتارة أطوف البلدان وتارة لا أخالط أحد لكنني عزمت
المضي قدما وثارت عزيمتي
حتى أصل إلى أصل الحقيقة
التي ما زلت أبحث عنها طوال
سنين عديدة ولم أزل حتى أرهقتني الأيام من شدة البحث..
لقد تواصلت كثيرا مع مجتمعات
هذه الأرض فما وجدت إلا تناقضات خيمت على فكري فأصبحت تائها بين نعم وبين لا
فهناك من يصيح بأعلى صوته
وحوله من يواليه من المصفقين
دون أن يعلموا ماذا يقول ، وهناك
من يهمس بآذان الذين يقولون
لا وكأنه إيحاء ذاتي لكل مفكر
أضناه عقله فراح في ساعة تأمل
حوت أفكاره في أمر كل هؤلاء
وكيف تكون أفكارهم وكيف تكون ما توصل به فكره ليقول
لنفسه أنا لست أسمع ولا أنا من
الهاتفين.... إنني أشعر بأنني أتيت
من كوكب آخر لا صلة له والخطابات ولا بقول هلموا إليَّ فأنا لكم معين ومع هذا سؤالُ هل
لأكتب للتاريخ مذكراتي كي يعلم البعض أنني لم أكن يوما
ذو ثرثرة لا تجدي الآخرين .
سأكتب على الجدران وعلى الطرقات بأنني أنا المجنون.....
أنا الكاتب لآهات كل متألم تنازل عن حقه وصار ظعين....
أعلم أنكم تحقدون عليَّ لأنني أعلم سر نجواكم وأعلم ما في صدوركم وأنا بكم يقين. وأعلم
أنه لا يوجد بينكم ذو عقل سليم
لذا ما رأيت أحدكم قد رفع يده
لردع الظالمين... إن كل تألمي
أنكم وضعتم كل انواع السموم
في مشربي كي لا أبيح لكم ما سركم وما أنتم عليه عازمون..
لكنني كديك الصباح منبها لصلاة فجر فلا تهربون.... إن قولي هذا
لا لأُوجهه لعقول أصحاب الحانات
فهم غافلون..... فما همكم إلا الليالي بها تنعمون.... إنكم تسعون
دوما لإيجاد من يقول لكم آمين.
لكن هذا ستأتي به الأيام وتقول
لكم ستخسرون.... إن العدالة لا تعرف لكم مكانا في أروقة الباحثين..... فهي خسارة لسلطانكم لو أنكم تعلمون....
إن فضائلكم ما هي إلا نفع لكم
ولا لغيركم أجر تعطونه لكل متألم حزين... فردوا عليَّ إن كنتم صادقين.......