العيش على أنقاض الأجداد.....! / الكاتب سالم المشني.... فلسطين..
نحن نعيش في زمن ملؤه النفاق
والتفوه على الآخرين . فكيف لنا
أن نذكر أمجاد من سبقونا ونحن
ما زلنا في حالة الخوف والجبن
نحن فقط نذكِّر أطفالنا بما قدم أجدادنا من بطولات ونحن عنها
بعيد... لقد فقدنا الكثير من القيم
وأصبحنا فقط مُرددين لأمجاد من كانوا يستحقون العظمة ونحن هنا قاعدون . لقد إنتهى
ذلك العصر وجاء عصرنا فما الذي
أنشأناه لمجتمعنا حتى نكون عند
أهمية الأجيال التي ستأتي بعدنا.
لقد لفت نظري لأبي القاسم الشابي رحمه الله عندما قال....
إن الفتى من يقول ها أنذا...
ليس الفتى من يقول كان أبي...
كلنا هاربون من إرادتنا ولن تعود
لنا قوى ما دامت السهرات والملذات تُقام في أضخم القاعات والفنادق وغيرنا يفكر
كيف يحصل على لقمة العيش
إن كثير من الأمم وصلت لأعلى
القمم على ظهورنا ونحن لها خاضعون .! لقد أعرضنا عن مبادئنا فأصبحنا كقطيع
يسير دون راع يوجهه إلى الطريق
الصحيح فلا ندري إلى أين نحن
ذاهبون...! لقد قابلتنا الأمم الأخرى بالسيطرة وكسب كل ما
لدينا ونحن لها خاضعون . لقد إستولى عليَّ الإشمئزاز وعاد إليَّ
مرضي القديم لأنني نسيت أن هناك من يستمع لقولي وأنا لا أراه فأرجو أن تغفرو لي سهوتي
هذه فأنا كنت أحدث نفسي فقط.
إن المرء إذا كان صاحب ذهن فيستطيع أن يُخرج الخبيث من
الطيب في حالة تأمل عندها سيكتشف التناقضات التي أرهقته ويتجه فورا إلى إعداد
نفسه ويُخرج ما بداخله من شوائب ويُلقي بها إلى قارعة
الطريق . فلا يمكن بعد ذلك أن
يعود لما كان عليه ولن تستطيع
الشياطين أن تغزو فكره . يجب على الإنسان أن يروض نفسه على الصفاء دوما فيكون ذهنه
نقيا لا تعبث به الترددات فيتخذ
لحياته موقفا كان هو الأجمل في
سعيه المتواصل لينتج أجمل الثمرات......