هزني الشوق إليك عماه *
في الذكرى الثانية لوفاة عمي رحمه الله
هزني الشوق إليك عماه
ولتلك الوشوشات والذكريات
هزني عهد عشناه سويا
على أرض عُمان الأصالة أم الخيرات
والأردن أرض النشامى والنشميات
هزني صخب البحر برفقتك
ورفقة الصحب الأخيار وتلك المساءات
هزني الحنين لنصحك يا أم علاء
لا تحتسي القهوة كثيرا
ولا تسهري للفجر
إنها من أكبر المضرات
كانت ابتسامتي لا تفارق محياي
حين تزورني
كنت أشعر أن الشمس تشرق من جبينك
فتهدأ روحي وأشعر بالدفىء يسكنني
ليتك تعود عماه لترى
ماذا حل بتلك الأيام والأمسيات
وماذا حصل بالقلوب البائسات
كل شيء تغير ولم يبقى سوى
بعض أثر لخطوات وصدى قهقهات
تارة تعلو في مسامعي
وتارة تخبو كما الغيمات
آه يا عماه مررت بشريط ذاكرتي
بالكثير من الشجون والذكريات
فأنهمرت بحرقة العين بالدمعات
وأما تلك الزيتونة الخضراء
والياسمينة الممتدة على البوابات
وشجرة الصنوبر التي تسبح لربها كل الأوقات
والمشمشة جفت أغصانها وتهدلت أجفانها
حزنا على الأيدي التي كانت تقلمها بلطف
وتبتسم لها كل الصباحات
عماه كل شيء حولي يشكو الجفاء
والفقر والعيون باكيات
عماه بعدك لم يبق شيء على حاله
كما عهدته من حنان ولطف ومسرات
بعدك اتسعت رقعة الدماء النازفة
وهدم البيوت والمقدسات
حتى سكنت أحشاء بيروت
وباتوا يطبعون علنا وليس من تحت الطاولات
بات الحزن والقهر كالأنهر في الروح سائرات
آه يا عماه بتنا نعيش في زمن كورنا
حصد آلاف من أرواح الأبرياء
وباعد بين المصلين والمساجد والعبادات
والمنتظرين الرجوع للوطن
بعد طول غياب وحسرات
عماه بعدك كثرت الصفقات والانكسارات
التي تدمي القلب وتشحب منها الروح والوجنات
ضميري وقلبي مثقلان بعروبتي التي باعت وطبعت
نم قرير العين أنت وأبي وكل الأموات
عالمكم أرحم وأجمل من عالمنا
الذي كثرت فيه الخيانات والمنغصرات
ألف ألف رحمة ونور لروحك عماه
الشاعرة د/ يسرى الرفاعي
سوسنة بنت المهجر