رغم يقيني بأن الشعر سوق كساد ، إلا أن القهر هو من يتحكم بأصابعي.
ندفع أعمارنا ثمناً لأطماعٍ كانت و مازالت الأعراب أدوات طَـيِّـعَـة فيها
مـيـراث الـشـــــام
لأرض الشــام ماض في تآخيهـــا توارثـنـاه من أســـفار ماضيـهــــا
ألم تشرق على الدنيا حضارتهــــا بروق الغرب بعض من تعاطيهــا
وقد ذاعت على الدنيــا مآثرهـــــا فأضحت كالكواكب في أعاليهـــــا
و ما نكصت على أعقابهــا يومــاً و ما أحـنـت لـغـيـر الله ..باريهــا
تداعى دونهــا الأعـراب أحقـــــاداً مـديــلُ بـلائـهـم حُـقَـبَـاً تُـعَـانـيـهـا
و مالُ النفط أشْـعَـل أرضَـنَـا لهبـاً و كان الحـلـم أن يرقى فَـيَـبْـنِـيـهـا
لهم مـالٌ و لـيـس لـهـم بـه فـضــلٌ فقد زادتهـم الأمــوالُ تـســفـيـهــا
يَضِيرُ تَجَلُّدي في جرحِ جبهتهــــا بأن تُدْمَى ببعض رعـاعِ أهـلـيـها
ويلـتحف الـعـدى بقرار جامعــــةِ الدويلاتِ التي امْتُهِـنَـتْ سـواريها
أزمجر غاضبــاً من ذل جامـعـــة لبلدان الأعـــارب ، بـل وأزريهــا
لَـيَـمْلـكـني التأسـف و الأسـى أني أرى صوت العدى صَدْحَاً بناديهـا
رعاةُ الـنـوقِ صار لهم بها شـــأن تَـبَـدَّل مـن أعـالـيـهــا بـواطـيـهـــا
لـيـشـمـت كل أعـدائي بـمــا آلــت لــه هـيـئـات مـجـلـسـهـا و ناديهـا
فمن مستعمرٍ بــادٍ قضى زمـنــــاً لمُســتـتـر يـُعـَادُ لـنــا بـواديــهــــا
وما سِرْتٍ و بنغازي سـوى صورٌ لـثـالـثـــــةِ الأثافي في أراضيهـــا
و ما آثــارُ ما فَـعَـلَـتْ جحــافـلهـم ســوى موتٌ يعشش في روابـيـها
وبـغـدادُ التي ضاعتْ مباهِـجُـهَـــا مليكُ الموتِ لا يـبـرح حـواريـهـا
وحَـظُّ الـقـدسُ قد خـذلـوا لها حلمـاً بِـفّـكِّ قـيـــود أسْــرٍ بات يـضنـيهـا
وفي السـودان ضاع جنوبه مزقـًـا على من يـأت دورُ غَــدٍ لـتـالـيـها
هم الأعـــــراب حيث أناخ ركْبُهُمُ غَـدَوْا سيقان من يمـلـك نواصيهـا
أجَلْتُ الطَرْفَ في خلجان موطنهم لعلي للحيـــاةِ أرى صــدىً فـيـهـا
مــُواتٌ لا مــروءاتٌ بـهـم تُـرجى نـيـــامٌ دون أمـجــــادٍ تـدانـيـهــــا
وبَغْيُ الطبعِ ديـدنُ في خـلائـقـهـم و تُـولَـعُ بـالدنايـا نـفـسُ واصـيـهـا
رســــول الله نـبـأنـــا بـسـيرتهـــم وما نطق الهوى من كان راويـهـا
عن الأعرابِ إن دخل العدى جُحْراً تَـلَـوْهُـم زحف إمـَّعـةٍ سُرىً فـيهــا
بنفرتهم تهاوى الوهم و انكشــفـت قناع وجوههم ما عاد تـخـفـيـهــــا
فضائياتـهـــم أضحت مـنـابــر من يروم لصورتي في الكون تشويها
أضـالـيـلٌ تُـرَوِّجُـهـــــا بـبـهـتـــانٍ وســـوءُ الـقصدِ بادٍ في مراميهـــا
وتـلك بَـلِـيَّـــةٌ سَــنَـرُدّهـا عـنــــــا وكل غَـضَـنْـفَـرٍ فـيـنـا سـيُـرْدِيهــا
أخِلَّائي بأرض الشـــــام فاض بنا تـَغَـوُّلهم بإجـــرامٍ طَـمَى فـيـهــــا
فيا لهفي عليك و أنت نازفـــــــــةٌ تَنَابَحَ حـولك السُـعَّـار تـضـيـيـقـا
ألا سَــيـفـاً أجَـرِّدُه فـأعـتـقـهــــــا من القُطَّــــاع في مسرى فيافيهـــا
وأربأ يا دمشــق بأن يكـــون لـنــا ركُــونُ دمىً بمجلسها تؤاسـيـهـــا
فمن يكُ مثلك التاريخُ تـوَّجـَهــــــا عروس عواصم الدنيا و مدنيهــــا
تسير حشـودنـا لـغــدٍ هو الأحلــى ونمحو الأمسَ مأســـاةً ونطويهـا
أمامي في الغيوب غــد يـبـشــرنـا بـحـلمٍ واعـــدٍ يُـحْـيـي أمانـيـهــــا
و كأسُ الشوقِ يأخذني لـبـلسـمهـا و ألحاني تــذوب على قوافيهـــــا
ويحكي النورسُ المغرومُ قِـصَّـتَـهُ بـتـغـريــدٍ على أبـهـى شـــواطيها
و تغزلها خيوطُ الشمسِ من ضوءٍ مروجُ الـيـاسَـمِـيـنِ تجود أرَجيهـا
جبالُ الـعِّـزِ راقصــةٌ على مــرجٍ خَـضِيْـرٍ يرشف الغدران صافيهـا
إلـيـهـا يـنـتـهـي إحساسُـنا شــــوقاً و نَـلْـثُـم جبهـةً شَـمَخَتْ عـوالـيـهـا
تَجَـاوزْنــــا بحــزمٍ كل ما رسـموا فأرض الشــام رب الكون حاميها
إذا الـدنـيـا تـبـارت في عـداوتـنـــا رفـعـنــا هـامـة الإكبار نـُعـلـيهــا
و نشحذ من دم الشـــهداء نبراســاً نَـرُدُّ البغي صـاعاً ضـد رامـيهــا
جنودٌ من شباب المجــدِ قد صَدَقُوا فلم يُخْلِـف شـهـيـدٌ عـهــدَه فـيـهـــا
له في الموتِ بصمـةُ واهبٍ كـرماً شَـدَا شَـدْوَ الأسودِ فَـنَـالَ تشـبيـهـا
تـمَلَّـك بـاقـتـدارٍ عـرشَ عِـزَّتِـــــهِ و ألهب في الحشا روحاً تُـبَاريهــا
شــهـيـدُ الله قـد نـال الـعُـلا فَـلَــــهُ بكل جـلـيـلــــــةٍ إرثٌ لـبـاغـيهـــا
بقلم : د. محمد خالد نصره