هكذا كنا وما زلنا
=============
* كنت بين طلاب الصف الثاني الإعدادي١٩٦٠ / ١٩٦١ قد طرنا فرحا عندما زف لنا معلم الاجتماعيات البشرى بأن نهر النيل أطول أنهار العالم! ...طبعا لأنه نهر عربي على اعتبار أنه كان يجري في أرض عربية!
* وطرنا فرحا عندما صنعت الجمهورية المتحدة(مصر) الصاروخين الظافر والقاهر... حيث توقعنا أن تل أبيب ستصبح خلال أيام رمادا !
* عندما كنا نذهب إلى مدرسة إعدادية في قرية بير زيت،كان آذن المدرسة يأتي بحصالة كنب عليها"تبرعوا لإخوانكم المجاهدين في الجزائر" فيتناول الطالب مصروفه اليومي البسيط ويضعه في الحصالة ويطير إلى مقعده منتصب المة مرفوع الهامة فرحا . وعندما تحين استراحة الغداء؛ يأكل الطالب رغيف الخبز الذي أحضره من بيته حافيا بلا إدام، مسرورا لأدائه أدى الواجب القومي!
وعندما استقلت الجزائر بفضل الله وتضحيات شعبها ودعم إخوانه العرب، فتحت الجزائر جامعاتها للطلبة الفلسطينيين ومعسكراتها لتدريب الفدائيين وتسليحهم.
*عام ١٩٦١،أصاب مدينة أغادير المغربية زلزال مدمر أوقع فيها خسائر فادحة في السكان والاقتصاد والبنيان... وجاء آذن المدرسة نفسه بحصالة كتب عليها "تبرعوا لإخوانكم في المغرب"... وفتحت المغرب المكاتب لمنظمة إلتحرير الفلسطينية، وفتحت الجامعات أبوابها لبعثات المنظمة للطلبة المبتعثين من قبل المنظمة.
*كم كنا نسعد عندما نسمع برؤساء دول في العالم :أحمد سوكارنو (إندونيسيا) وتنكو عبد الرحمن (ماليزيا)ومحمد أيوب خان (باكستان) ومحمد ظاهر شاه (أفغانستان)ومحمد رضا (إيران) وسليمان ديميريل (تركيا) وأحمد سيكوتوري (غينيا) وأحمد أهيدجو (الكاميرون) وغيرهم كثيرون، مما كان يجعلنا نعتز بإسلامنا الذي وصل تلك الأصقاع، وأدخل لغتنا العربية جنبا إلى جنب مع تعاليمه السمحة.
فهل يستغرب علينا إن كتبنا دعوة خير أن تصطلح الدولتان الشقيقتان الجارتان المغرب والجزائر، وأن تفيئا إلى حكم الله وتجنحا إلى السلم والتفاوض قبل وقوع ما لا تحمد عقباه؟