في حضرة الشهداء / الشاعر عبد القادر مراعبة
في حضرة الشهداء
الكامل
في حَضرةِ الشّهداءِ تسجُدُ أَدمُعي
حُزناً ، وأَدخـلُ في حُدودِ الّلاوَعي
تَجتاحُني حِمــمٌ ، وتثقلُ كاهـــلي
زَفَراتُ قهــرٍ ، تســتقرُّ بِمضـــجعي
تمتدُّ في نفسي سُــيولُ مواجِـعي
فَتلينُ في صَدري صَلابةُ أضْــلُعي
ترتــــجُّ من فَقـدِ الأحـبَّةِ شَــوكتي
ويضيقُ من صَوتِ الكريهةِ مَسمعي
أسَـفي على الأشبالِ يَخفتُ نورُهُم
كالزهـرِ يسقطُ مــن أعالي الأفـرُعِ
أبطــالُ فـي عُمـرِ الزّهــورِ ترجّـلـوا
مــن حــاقـدٍ ، متـمرِّدٍ ، لــمْ يُـــرْدَعِ
شَرب السّفالة، والسـفاهةَ ، والخــنا
وتَـراهُ قُـبـحاً ، بالنّــزاهـــةِ يــــدّعي
صَـبراً جِنـينُ على بشـاعةِ مَكرهــم
ضُــــمّي فَخـارَ الراحـلينَ وودِّعـــي
هــذي فصـــولُ النّـازلاتِ بأرضـــنا
يومٌ يضيقُ على الحُصونِ فتفزعي
فَيلــــيهِ يـَــومٌ بالفــــداءِ مُـــزَنّـــرٌ
يُحييكِ من بعـد الفتــور فتَصــنعي
نصــراً يَــردُّ إلـى حِــمـاكِ عَــزيمــةً
ونضـــارةً ، تشــفي شــغافَ المُولعِ
سُــــقْيا لأَرواحٍ تَسـامتْ ، وارتَقَــتْ
ربــــاهُ أكرمــها بحســـــنِ المَـرتَــعِ