في ذكرى الهجرة النبوية / الشاعر عبد القادر مراعبة
يا صَـاحبَ الـذِّكرى أَقـولُ وَأُنْشِـدُ
وَأَمُـــدُّ صَــوْتي في الْفَضـاءِ يُرَدِّدُ
صَـلَّى عَلَيـكَ اللهُ يا نُـــورَ الــوَرى
يا سَيِّدي ..أَنتَ الرَّسـولُ الْمُرْشِـدُ
ما سادَ عَدلٌ في الخَلائقِ أوْ هُدى
إلّا بِفَضْـــلِكَ يا حَـــبيبُ....مُحَــمَّدُ
أَنـتَ الّـذي أَرسَـــيْتَ نَهْــجاً بَيِّــنا
دِيــناً قَــويمـاً ..نُــــورُهُ يَتَجَــــدَّدُ
والْهِــجرةُ الغَــــرّاءُ خَـــيرُ بِدايَـــةٍ
والْغـــارُ يَـرْوي للــزَّمانِ وَيَشْــــهَدُ
هــاجَرتَ مِـــنْ بَلــدٍ أَمـينٍ ســادَهُ
رَهْــطٌ عَــلى نَهْــجِ الإِلٰهِ تَمَــــرَّدُوا
وَأَتيتَ أَهْــلاً في الْمَـدينةِ رَحَّــبُوا
بِنَشـــيدِ حُــبٍّ يَسْـتَثيرُ. وَ يُسْــعِدُ
فَنَزَلـتَ فـي هــاكِ الــدِّيارِ مُكَــرَّماً
وَبَنُـو الدِّيارِ عَلى خُطاكَ تَوَسَّــدوا
آخَــيتَ ما بينَ الـدِّماءِ بِحِــــــنْكةٍ
أرسَــيْتَ إصْــلاحاْ يُعَـــزُّ وَيُحْــمَدُ
وَبَنَيتَ في حِضنِ المَدينَةِ مَسْجِداً
أَهْلُ التَّصـافي في حِماهُ تَوَحَّـدوا
فَتَبَلْــوَرَتْ طــيبُ الْفِعـالِ بِدَوْلَـــةٍ
وَشِـــعارُها.. رَبٌّ كَريــــمٌ يُعْــــــبَدُ
أَلَّفتَ جَــــيْشـاً يَستَعِــدُّ لِنهضَـــــةٍ
فَيُعيدُ ما هَـدَمَ الطُّـغاةُ وَأَفسَــدُوا
حـاربتَ فــي أُحُــدٍ وَبَـــدرٍ واثقــاً
والْحُـلْمُ أَسْــمى فـي رُؤاكَ وَأَبْعَــدُ
فَرَجَعْـتَ مَكَّةَ كَيْ تُطَـهِّرَ حَـوضَـها
والدِّينُ في سِـفْرِ الْحَضـارَةِ يَخْــلُدُ
أرْجَـــعْـتَ للْبَيـتِ الْعَتــيقِ بهـــاءَهُ
أَضحى أَنيسـاً يُسْــتَطابُ وَيُقصَــدُ
فَرَسَـمْتَ فـي حِـجِّ الْـوَداعِ مَـبادِئاً
والنّاسُ خَـلفَـــكَ للبِـــناءِ تَعَهَّـــدوا
أَكْمــــلتَ ديــناً كامـــلاً مُتَــكامِـــلاً
شَــرفٌ رفـــيعٌ يَعْتَلــــيهِ وَسُـــؤْدُدُ
فَــالهِـــجرةُ العَصْــماءُ كانَتْ عَوْدَةً
وَحِــكايَةُ التَّاريخِ فيـــها تُسْــــــرَدُ
فــي كُـلِّ عـــامٍ نَسْـــتريحُ بِظِـــلِّها
فَهِيَ الْحَـقيقةُ والحَــقيقَةُ مَـــوْعِـدُ
نَهَضَـــتْ حَياةُ العــالَمينَ بِفَضْـــلِها
والخَـيرُ مِنْها يَسْـتفيضُ ويَـصْـــعَدُ
ما خـابَ منْ صَـلّى وَسَـلَّمَ قاصِـداً
فَضـلَ الصَّـلاةِ عــلى النَّبيِّ فَيَرْشُدُ