ألم ومناجاة / د. عبد القادر مراعبة
البسيط
يا ربِّ رِفــقاً رُواقُ القـلْـبِ يَعْتــصـــرُ
فالشّـعبٌ يهذي ويمحو زهوَهُ الْقَـــذَرُ
أمٌّ تَئِـــنُّ وفـــي أوْصــــالِهـــا أَلَــــــــمٌ
فيــــها تَمـــادَى لَهــيبٌ شَــابَهُ شَـــــرَرُ
تَبكي شَـــهيدا وَبـات الدَّمْعُ يَصْـهرُهـا
فجــفّ مِنهــا رَحــيقُ الروح ،والبصَـــرُ
وَالأخـتُ تَصـْـــرخُّ والآلامُ.....تصفـــعها
تنعــى لُــيوَثاً ، تَبنّــى شــــأنَهـم قــدَرُ
كانوا سعيراً ، على الأعداء لم يَهِـــنوا
قضَــوْا بحــقٍّ ولــمْ تُسْـــعِفهم الصُّوَرُ
وَبيتُ مَجْدٍ يَقضُّ الحُزنُ مَضطـــجَعهُ
عــــلى أســـيرٍ أبــى للــــذلِّ يَنكَـــسرُ
فـي كُلِّ حَــيٍّ يَبُثُّ الحُـــزْنُ مَـوْجَــتَهُ
مِــــنٍ كــلِّ دَربٍ رَنـــينُ الآهِ يَنحَــــدِرُ
مالتْ علينا سُــيُوفُ الغَــدْرِ تَذبحُــنا
والعُربُ نامُـوا وفي أحلامِهِمْ سَــكِروا
باتُــوا ظَــلاماً ولا أنـــوارَ تـُــوقِـظُــهُم
صُــــمّّ وَعُمــيٌ ولا يـَرقى لهـــمْ نَظــرُ
لا لــومَ للعُـــذرِ فالأعـــذارُ تفجــعـــنا
والغـــدرُ يركضُ ، والأهـوالُ والخَـطرُ
يا ربّ نامَــــتْ عَلى الآلامِ فرحَــــتُنا
بِـتْـنا بِحُــزنٍ عـــن الأفــــراحِ نَعــتَذِرُ
فَــرّجْ إلٖهــي ، بعــدلٍ منـــكَ نكبـــتنا
فــالعدلُ أنتَ ، ولا يرقى لهُ البـشَـــرُ