أمّاه / د. عبد القادر مراعبة
الكامل
أمّــاهُ أنـتِ المُبتَـدا ، وأنـا الخَـــبَرْ
أنتِ التي خَــلفَ الضّياءِ لَـها نظَـرْ
تســتلهمُ الإشــراقَ قـبلَ ظــهورِهِ
وتَـــردُّهُ شــمســاً تَـدورُ إذا ظَــهَرْ
أرْضَـعتِــني لَبَنَ الفداءِ مَــعَ الوَفـا
عَلَّمتِني ، كيـفَ الحَـــياة لها صُوَرْ
فَغـدوتُ فـي سـاحِ الكرامـةِ ثائراً
وعزفتُ ألحانَ الصّـمودِ على وتـرْ
أرمي شِـباكي كيْ تصيدَ خُـيوطُها
مجـداً تسـربلَ فــي دهـاليزِ البشَـرْ
فوقعـتُ في شَبـكِ الذينَ تعمّـدوا
من واحةِ الشُذّاذِ ، في وحل القَذَرْ
لكنّـنـي رغـــمَ المَــواجـعِ كِـدْتَهــمٔ
وصنعتُ من حُقَنِ التجاربِ مُختبرْ
حَكمــوا وحُكـمُ اللـهِ أسـرعُ منهـمُ
فخرجتُ من دار العذابِ إلى سَـفَرْ
حيثُ المماتُ إلـى الخـلودِ يقودني
لأعـودَ حيّاً فـــي رياضِ المُســتَقر
هـذا قضـاءُ اللـهِ أمّـي، فــاصْــبـري
فاللهُ منْ يعطي الجَزاءَ لمـن صَـبرْ
أنتِ البقاءُ ،سَــفيرتي ، ومَســيرتي
أنتِ الكرامةُ، والشّـــهامةُ ، والظَّـفرْ
أمّـــاهُ ، مِـــرآةُ الحَـــياةِ قَـبيـحـــةٌ
فَحَـــياتـُنا خــلفَ الغـيابِ المُنتَظَـرْ