أنا ثائِرٌ / د. عبد القادر مراعبة
أَنـا ثَائِــرٌ.. بينَ السُّـطــــورِ مَعـاقِلي
شِـــعــري دُروعٌ والبَيــانُ مَنـــازِلي
أنَا في بُحورِ الشّــعرِ ثارَتْ مَوجَتي
فَنَسَجْتُ مِنْ غَضَبِ الرِّياحِ رَسائِلي
أنَا مَنْ أَضَـأتُ مِنَ القَوافي شَــمْعةً
فَتَـولَّدتْ مِنْـها غِضــابُ مَشــاعِــلي
لِتُنيرَ في وطَني الحَبيبِ ضِياءَهــا
وَتثيرَ ضِــــدَّ الظُّـلمِ نَبضَ مَحــافلِ
أَنَا مَـوطِنــي بِحُــدودِهِ ووُجُــــودِهِ
فِـكْري جِــبالٌ والإبـاءُ سَـــواحِـــلي
رُوحي تَغَذَّتْ مـنْ شُــموخِ جُـدودِهِ
وَشَرابُ نَفْسـي مِــــنْ مَعـينِ أَوائلِ
حَرفي تَسامى مِنْ صَـنيعِ جُـــنودِهِ
وَسُـــموُّ فَخري مِــنْ تراثٍ مـاثِــــلِ
حَتـى وإنْ شَحَـذَ الغُـــزاةُ سُيوفَهم
وَتَوَسَّـدتْ سُــودُ الرِّماحِ كواهِـــلي
سَتَشُـدُّ أوْصــــالَ الفِــــداءِ إرادَتــي
وَتشُــقُّ أحـْــــلامَ التُّــرابِ مَعــاوِلي
سَتُذوبُ أشْــواكُ الهَشـــيمِ بِأرضِـنا
وَتَعُـــــودُ أغـصـــانٌ لِزَهْـــــرٍ آفِــــلِ
سَيَـعودُ تُـربُ الأرضِ يَحـضُنُ زَرعَهُ
وَتُراقصُ النَّسَماتُ طَـيفَ سَـــنابِلي
وَتَموجُ في رَحْبِ السُّـهولِ غِـلالُهـــا
وَتُداعـبُ الأنغـامُ صَـــوتَ مناجِــلي
أنَـــــا ثائــرٌ وَخَــلاصُ داري غَايـــةٌ
وَحُروفُ شِعْري في الحُروب وسَائلي
لكـنَّ قلبـــي إنْ تَمـــادى ظُــلْمُـــهُـمْ
سَيصــيرُ صَـــلداً كَالجِــدارِ العـــازلِ
فَـيَزولُ مِــنْ بينِ الحُـروفِ لطيفُـها
وَتَمـــوتُ ألحــانُ السّـــلامِ بِداخـلي
فتكـــــونُ آهــــاتُ الأَنـامِ مَـدافِعـي
وتثورُ مِـــــنْ تحــتِ التُّـرابِ قَنابِلي