كلمة ونصف عشرة عقود ونصف مسيرة النضال الفلسطيني ... مالها وما عليها / د. بركات اكرم عبوة
امتد النضال الفلسطيني على مدى قرن ونصف العقد ولايزال مثبتأً هدفاً واحداً هو تحرير فلسطين من النهر إلى البحر.
مر النضال الفلسطيني بمد وجزر تم ارتقاء عشرات الآلاف من الشهداء ودخلنا في متاهات الخضوع
والإ ستسلام فانجرفت بعض القيادات لمستنقع الخيانة والسقوط والسير نحو وهم اسمه سلطة وطنية
نجح العدو في حصر مهمتها بالتنسيق الأمني لمساعدة العدو في مطاردة المقاومين من أبناء شعبنا
وربما يحق لنا ان نقول أن إتفاقيات أوسلو المذلة فصلت بالتدريج بين صفوف الشعب الذي اكتشف
سراب ووهم أوسلو وضياع قيادة رام الله وتاثير البندقية فانحاز للشرف والكرامة والعزة.
مفاصل النضال الفلسطيني كثيرة.
بدأت بعد وعد بلفور مباشرة وتوهجت عام 1929- 1930 بعد إعدام
الثلاثة محمد جمجوم وعطا الزير وفؤاد حجازي ابطال ثورة البراق.
أستمر إضراب عام 1936 لمدة ستة أشهر وفشلت كل محاولات بريطانيا لفكه
حتى حضر فيصل بن عبد العزيز واعدا الفلسطينيين باستجابة بريطانيا لمطالبهم وانه يثق بالأصدقاء
البريطانيين ونفذت بريطانيا وعدها وأقامت الكيان الصيوني المؤقت عام 1948 وهجر مايزيد
عن سبعماية الف فلسطيني بعد جرائم مروعة ارتكبتها العصابات الصهيونية مثل الهاجانا وشتيرن
وغيرهما وتخلل هذه الجرائم قتل مدنيين بوسائل مقززة منها بقر بطون الحوامل وغيرهأ.
بعد ثورة يوليود
1952 ازدهرت حركة القوميين العرب ودعا جورج حبش عام 1959 للكفاح المسلح لتحرير فلسطين
وتأسست منظمة التحرير الفلسطينية عأم 1964 التي كان ميثاقها تحرير فلسطين المحتلة عام 1948
وعدم التفريط بذرة تراب من ارض فلسطين وفي الفاتح
من كانون الثاني كان استشهاد أحمد موسى بداية الإنطلاق للكفاح المسلح ألفتحأوي.
كانت معركة الكرامة اول سجال يحطم اسطورة الجيش الذي لا يقهر
بعد ثمانية أشهر من هزيمة حزيران ففتحت الباب على مصراعيه للشباب
على إمتداد الوطن العربي للإلتحاق بالثورة الفلسطينية الأمل الواعد.
نُفخ بالبالون وخرجت المقاومة من الاردن إلى لبنان وارتكبت خطيئة
استراتيجية بإنشاء ما سمي بجمهورية الفاكهاني وفتح لاند وحصل ماحصل بعد جريمة الميكرواص
وما تبعها من دموية والغزو الإسرائيلي للجنوب اللبناني عام 1978 والذي هرب فيها قائد المنطقة
الجنوبية الحاج إسماعيل بعد أن تم دفن الأسلحة ثم
إجتياح بيروت عام 1982 الذيأدى لخروج المقاومة من لبنان.
كان بروز عمليات المقاومة اللبنانية من تدمير مركز المخابرات الصهيونية
في صور بتفجيير شاحنة أحمد قصير وما تلاها من عمليات وأثرها في زرع الوجع
في جسد العدو حافزا للشعب الفلسطيني لإطلاق إنتفاضة الحجارة وأثناءها إعلان قيام دولةفلسطين
من الجزائر عام 1988 والتي أدت إلى مؤتمر مدريد حيث شاركت فيه بوفد علني برئاسة الدكتور
حيدر عبد الشافي وارتكبت خطيئة كارثية حلت على رؤوسنا ولازالت بارسال وفد مفاوضات سري لأوسلو.
كان إنسحاب العدو مهزوماً من جنوب لبنان قد رسخ في ذهن الفلسطينين تأكيد المؤكد بإمكانية هزيمة العدو
فانطلقت الإنتفاضة الثانية بعد تدنيس شارون للمسجد الاقصى فظهرت كتائب شهداء الأقصي
وقائدها مروان البرغوثي خاصة بعد استشهاد ابوعلي مصطفى في عام 2001.
تم اعتقال مروان البرغوثي عام 2002 واستشهد ياسر عرفات عام 2004 وتحررت غزة عام 2005
تحت وطأة ضربات مقاومي غزة وحصلت إنتكاسة الإنقسام البغيض
حيث من المستحيل أن تلتقي المقاومة مع نهج الإستسلام في بوتقة واحدة.
بعد الإنقسام أصبح لدينا خطابان الاول يقدس التنسيق الأمني ويستجدي من زرع الكيان
بان يعيد لنا حقنا وخطاب مقاوم لا يتنازل عن سم مربع من أرض فلسطين وإعداد القوة لمواجهة العدو.
اهتزاز وضع العدو في حرب تموز رسخ القناعات لدى المقاومة الفلسطينية بغزة بإمكانية مواجهة العدو
ودحره فواجهته في ثلاث حروب متتالية أسست فيها معادلة حرمت على الكيان
أي إمكانبة للاجتياح البري لغزة بعد وصول صواريخ الكورنيت السورية
في هذه المرحلة كان هناك ثبات في موقف الجهاد الإسلامي بالسعي لتحرير فلسطين من البحر إلى النهر
ورفض الدخول في أي دور سياسي تحت سقف أوسلو أما حماس فكان لها أربعة مواقف جعلتها في دائرة الشك :
الاول : دخولها المعترك السياسي تحت سقف اوسلو
الثاني : صدور وثيقة تؤكد قبول حماس لدولة فلسطينية على حدود الرابع من حزيران عام 1967
وهذا تنازل وقيل أن حماس صاغتها لتنال رضى أمريكا.
الثالث : طعن سوريا بالظهر أثناء الحرب الكونية وعادت حماس لدمشق بعد أن استجاب
خليفة المسلمين الصهيوني أردوغان لطلب العدو في الكيان بتقييد حركة حماس في تركيا.
الرابع : تحييد حماس نفسها عن معركة وحدة الساحات.
لا شك أن معركة وحدة الساحات خلقت منعطفاً في مسيرة النضال الفلسطيني فاستجابت الضفة الغربية
للنداء فكان لكتيبة جنين وكتيبة نابلس " عرين الأسو. " وعرين الصقور وعدي التميمي وعملية الخليل
التي حيد فيها عوفر اكبر ماص لدماء أبناء الخليل وعملية دهس
الضابط في رام الله من قبل إمام مسجد تسبب هاجساً وجوديا لدى الكيان .
وتسمر الثورة ما دام هناك محتل وأم فلسطينية تنجب.
الرئيسية 
