كلمة ونصف الوطن ثم الوطن / د. بركات أكرم عبوة
رأيت الدهر مختلفاً يدورُ
فَلاَ حزْنٌ يَدُومُ ولا سُرُوْرُ ..
وقد بنت الملوك به قصوراً
فلم تبق الملوك ولا القصور..
علي بن أبي طالب
لو كانت صحتي الجسدية تسمح لي لكنت بين المتظاهرين لهدفين :
الاول : احتجاجا على الظلم والفاسدين لأنني واحد من ملايين المسحوقين الأردنيين.
الثاني : التوعية ...!!!
يقول المثل " الفطن من يتعلم من تجاربه والذكي من يتعلم من تجارب الآخرين".
نتيجة الأحداث الأخيرة استشهد الدكتور العقيد عبد الرزاق الدلابيح برصاص غادر كان هدفه دخول الأردن في متاهات الله وحده يعلم نتائجها واستشهاد ثلاثة من منسوبي الأمن أثناء مداهمة وكر القاتل ولو عدنا إلى الوراء قليلا لوجدنا أن من مظاهر التحرك المسلح في سوريا كانت بداياته ذبح شرطي في أحد شوارع مدينة سورية كان عائدا حاملا هدايا العيد البسيطة لأولاده ثم قتل أكثر من ثمانين شرطيا في جبل الزاوية ثم رفع شعار " الشعب يريد إسقاط النظام" والذي تبين أنه لا يعني إسقاط بشار الأسد ولكن تقويض الدولة السورية وإنشاء مناطق إثنية وطائفية ومذهبية تذروها الرياح وكان هذا واضحا من خلال إدخال مئات الآلاف من التكفيرين في حرب لا زال إوارها مشتعلا حتى الآن.
وقبل أشهر عندما تحرك أنصار مقتدى الصدر في بغداد وبدأت رشقات بعض الرصاصات تكاد تؤدي لتلاشي العراق كليا.!!!
الأردن مستهدف مهما قدمت السلطة من تنازلات ووقعت من إتفاقيات لأنه ببساطة وجود الكيان الأردني هو خطر وجودي للكيان الصهيوني وعلينا أن نعمل على بقائه لا أن نساهم في دماره من خلال من يستغل المطالب الشعبية المحقة وأن لا نسمح لمن يريد أن يركب الموجة ويغير إتجاه البوصلة كما حدث في ليبيا وتونس ومصر وهم يملكون من الأدوات الكثير للسير في ذلك الإتجاه.
لقد أثبت الأردنيون أنهم يملكون من الحكماء ما يعزز الوحدة الطنية وعدم الإنجرار للعصبيات والوحدة الوطنية هي السبيل الوحيد للحفاظ على كينونة الوجود الأردني والاستمرار في عملية الإصلاح السلمي وإجبار السلطة لتنفيذ مطالب الشعب وإفشال كل مخططات المتربصين سوءا بالأردن.
الرئيسية 
